كانت مبادرة سمو نائب ولى العهد الشيخ جابر الاحمد بإصدار توجيهاته بسرعة إنشاء مجمعات سكنية صحيه ولائقة لساكنى العشيش خطوة واسعة لإيجاد حل جذرى لظاهرة العشيش فى الكويت بكل ماتمثلة من جوانب اجتماعية واقتصادية وحضرية ، ولكن كيف نشأت مشكلة العشيش فى الكويت ، وكيف استطاعت أن تتزايد برغم تناقصها الصارخ مع التقدم الحضارى المتلاحق للكويت ، والثروة الواسعة التى فجرها النفط بكل عوائدة وفوائضه .. قم كيف بعد ذلك كله يتم علاج المشكلة وإيجاد حلول لها ..؟
هذا ما يحاول هذا التحقيق الإجابة عليه من خلال دراسة أعدها مجلس التخطيط فى هذا الصدد.. خاصة أن العشيش ليست مجرد مشكلة محلية .. ولكنها ظاهرة عامة فى العديد من الدول النامية . وتحاول " القبس" فى حلقة اليوم من هذا التحقيق تسليط الضوء على إبعاد المشكلة وأسبابها وظواهرها ، بينما تستكمل فى حلقة الغد تحليل التحولات الاجتماعية لسكن العشيش .. ومقترحات الحل .
* العشيش مشكله عالميه*
من المشاكل الرئيسية التى تنشأ نتيجه التطور السريع للمجتمعات ، مشكلة ظهور مناطق سكن غير شرعية تسمى بالعشيش ، وذلك فى أطراف المناطق الاهله بالسكان ، خاصة في الدول النامية حيث يصعب على الدول منع إقامتها وحصرها . وأغلب المحاولات لإزالتها قد باعت بالفشل .. ومن هذه المشكلة تتفرع مشاكل صحية واجتماعية وتنظيمية حيث أنها تؤدى إلى عرقله وصعوبة فى تنفيذ مشاريع التنمية الحديثة.
يسكن هذه المناطق غالبا نوعان من السكان :
- النازحون إلى المدن من البادية أو الريف للسعى وراء حياة أفضل فيها ، وهؤلاء يلجأون للسكن في عشيش تعدم توفر عمل ثابت لهم أو لعدم وجود سكن بسعر يناسب دخلهم المنخفض.
- القادمون من الأحياء القديمة المزدحمة في المدن والذين يفضلون السكن في عشه خارج المدينة هربا من الازدحام.
وقد اتضح من الدراسات الاجتماعيه أن عدم تلائم هاتين الفئتين مع متطلبات الحياة العصرية يدفعهم للبحث عن هذا التكيف الاجتماعي والتنفسى للسكن في مناطق العشيش بالقرب ممن تجمعهم بهم ظروف مشابهه.
*العشيش تنتشر الدول النامية*
مناطق العشيش أكثر انتشارا في الدول النامية نتيجة الهجرة الجماعية إلى المدن مما أدى إلى عجز المساكن القائمه والخدمات المتوفرة للعدد المتزايد من السكان والواقع أن فى أغلب الدول النامية نلاحظ أن النمو السريع في عدد السكان لا يتناسب مع النمو فى مجال الصناعة والإنتاج مما يؤدى إلى ارتفاع نسبة البطالة التى تؤدى بدورها إلى تحول السكان إلى السكن فى مناطق العشيش لأنهم سيتجنبون دفع ايجارات شهرية.
والجدير بالذكر أنه على الرغم من وجود مناطق عشيش في الدول المتقدمة إلا أنها ظاهرة غير منتشرة في هذه الدول نظرة لوجود قوانين ثابتة ومطبقة لملكية وتوزيع الأراضى .
تنتشر مناطق العشيش فى عده دول من آسيا واميركا اللاتينية وافريقيا، ففى مدن أميركا اللاتينية مثلا هناك مناطق عشيش تسمى " بالباريانز" وقد نشأت هذه المناطق في البداية على شكل عشيش وقامت نتيجة نزوح أعداد كبيرة من السكان من المناطق القديمة إلى السكن خارج المدينة وكان من الصعب حصر هذه المناطق أو منعها لأن عدد القادمين إليها كان ضخما جدا وكانت هذه التحركات الجماعية منظمه تنظيما دقيقا مما اضطر المسؤولين إلى اعتبار هذه المناطق جزءا من المدينة مما ترتب عليه بالخدمات وبالتالى مطالبهم بالضرائب وهذا ماحدث في ليما عاصمه بيرو حيث تشكل قضية العشيش مشكلة رئيسية . فعدد سكان العشيش يصل إلى ٤٠٠ ألف نسمة اى حوالى سدس مجموع سكان المدينة ، التى يصل تعدادها إلى ٢,٥ مليون وتمتاز تجربة سكان العشيش فى هذه العاصمة بنجاح التخطيط الجماعى من قبل سكان العشيش وقد بادروا بوضع حل مشاكلهم وتنظيم وبناء مناطقهم السكنية بأنفسهم وبتطبيق نظام اجتماعي لمجتمعهم .
وقد حدثت تجربة أخرى فى دولة سنغافورة وهى من أكثر الدول اهتماما بقضية العشيش وحلها، فاحصائيات الأمم المتحدة لسنه ١٩٦٩ توضح أن ٣١% من سكان هذة الدوله او مما يعادل ١٢٠ الف نسمة يسكنون في عشش تحت ظروف صحية واجتماعية سيئة ورغم ذلك فقد تمكنت السلطات من تحقيق نجاح بالغ فى مجال إسكان ذوى الدخل المحدود والعشيش ، فانشات مايعادل ١٢ ألف وحدة سكنية لبيوت ذوى الدخل المحدود سنويا ولا شك أن ذلك كان له أثر كبير على إزالة نسبة كبيرة من العشيش ، ووضع حد لهذه المشكلة في المستقبل .
وقد أثارت هذة الدول الصغيرة دهشة المختصين في مجال الإسكان نسبة لما حققته رغم مشاكل الازدحام فيها وإمكانياتها المحدودة لأنها تمكنت من تحقيق الكثير في هذا المجال فى السنوات السبع الأخيرة . وبالرغم من عدد المساكن الذى يبنى سنويا فنوعية هذه المساكن جيدة.
وفى ماليزيا أيضا يزداد عدد السكان سنويا بنسبة ٣,٩% وهذة من أعلى النسب فى العالم مما أدى إلى ازدحام المناطق الحضرية وعدم استيعاب المساكن الموجودة لهذه الاعداد الإضافية وبالتالى إلى انتشار مشكلة العشيش كقضية رئيسيه . ورغم ذلك لم تقم الدولة ببناء وحدات سكنية تكفى لاستيعاب هذه الأعداد المتزايدة فقد قامت ببناء ٢٥٠٠ وحدة سكنية فقط فى الفترة مابين ١٩٦٠ إلى ١٩٦٣ .ولكن بعد عام ١٩٦٤ عندما أخذت مشكلة العشيش تتضخم خططت الجهات المختصة لبناء مايعادل ٣٢ إلى ٥٠ وحده سكنيه أو أكثر من البيوت الشعبية في كل منطقة من المناطق الحضرية فى ماليزيا ، بالإضافة إلى مشروع آخر لبناء شقق ذات طوابق متعدده لذوى الدخل المحدود فقد خصصت مشاريع الإسكان لبناء ٣٠٠٠ وحدة سكنية فى كوالا لامبور العاصمة لإسكان ١٨ الف نسمه . ولكن حتى بعد استكمال هذه المساكن لازال عدد سكان العشيش فى ارتفاع مستمر.
ففى عام ١٩٦٨ بعد أن نقل بعض سكان العشيش إلى المساكن الجديده فقد لوحظ أن عدد سكان العشيش ارتفع بحوالى٤٥ ألف نسمة فى خلال سنوات وهو أضعاف ما تستطيع المساكن الجديدة استيعابة.
*العشيش فى السودان *
أما فى السودان فقد بدأت تظهر العشش فى بداية الستينات عندما انشأت حوالى ١٠٠ عشة حول المناطق الصناعية في الخرطوم . بمرور الزمن اخذت المشكلة تتضخم . فبعد عام ١٩٦٤ احست السلطات بان هذه المناطق فى تزايد مستمر وأنها قد بدأت تأخذ طابعا سياسيا ، وان السكان كانوا يطالبون باستمرار بتحقيق مطالبهم وحقوقهم .
وفى عام ١٩٦٩ وصل عدد سكان العشيش ف " الخرطوم بحرى" وحدها إلى ٢٠ الف نسمة تسكت فى ٣٥٠٠ عشة . وقد وصل عدد سكان العشيش فى العاصمه ككل إلى ٣٠ الف نسمه. وعندما انذرت الدولة سكان هذه المناطق بالنزوح إلى مكان آخر خارج المناطق الحضرية ، كما أنهم لم تمد لهم يد المساعدة منذ ذلك الوقت مما أدى إلى عدم اتخاذ أى موقف ايجابى من قبل السكان، الأمر الذى أدى إلى تغير قرار الحكومة ووضعها الخطط لمناطق سكنية طارئة لسكان العشيش خارج المدينة . وتشمل هذه المناطق اربع مناطق سكنية تتضمن كل منها ٣ آلاف قسيمة ذات ٢٠٠ متر مربع لكل أسرة .
وزعت القسائم مجانا وقد جمع من السكان مبلغ رمزى الخدمات الضرورية ويتضمن المشروع من المناطق بالمدارس والمرافق الصحية وسوق محلى . ثم انتقل إلى هذه المناطق ٢٠ الف نسمه من سكان العشيش القديمة ، ولكن بالإضافة إلى ذلك العدد قدمت أعداد أخرى إلى هذه المناطق الجديدة وبدأت تظهر مساكن عشيش جديدة حولها فاتضح أن هذا المشروع قد اجتذب عددا كبيرا من المهاجرين الجدد بالإضافة إلى عدد من السكان أصحاب القسائم الموزعه الذين لم تتوفر لديهم المبالغ الكافية لبناء منزل ثابت فلجاوأ إلى نقل عششهم القديمة إلى المناطق الجديدة.
* البيوت وحدها لا تكفى*
استفاد المسؤولين من تجربة العاصمة فى إسكان العشيش وتجنبوا تكرار الخطأ في مشاريع الاسكان فى مدن السودان الأخرى .ففى مدينة بورسودان لقى المشروع أعاده اسكان العشيش نجاحا كبيرا نتيجه الدراسات الشاملة التى أجريت عن سكان العشيش قبل محاولة توطينهن. فسكان العشيش فى بورسودان يكونوا ربع مجموع السكان فى المدينه واغلبهم من العاملين في الميناء كما كانت هناك محاولة اولى لإزالة العشيش فى بورسودان فى عام ١٩٦٣ ولكنها باعت بالفشل نتيجه رفض السكان الانتقال لتخوفهم من بعد المسافات عن العمل ومن احتمال ارتفاع تكاليف المساكن الجديدة.
وقد جاءت المحاولة الثانية فى عام ١٩٧٠ ، فقد لاقت إقبالا شديدا من السكان وذلك لأن المسؤولين حاولوا بقدر الإمكان أن يراعوا متطلبات ورغبات السكان ونقلهم إلى بيئة متمشية مع هذه الرغبات . وفى نفس العام اشترك السكان في بناء المناطق الجديدة وبهذه الطريقة اجتذب المسؤولين نحو المشروع.
ومن أهم أسباب النجاح أيضا متابعه المشروع في المراحل النهائية من إجراء التغيرات اللازمه فى جميع مراحل التطور وكانت هناك تعديلات مستمرة لتحسين المساكن . وكانت النتيجه الرضى العام من قبل السكان تجاه وضعهم الجديد، فقد تحسنت الأوضاع في المناطق السكنية من النواحى الاجتماعية والصحية وشعروا بالاستقرار والاطمئنان ، وبدأ ينعكس ذلك على الحالة النفسية والاقتصادية.
ولذا نلاحظ من هنا أن حل المشكلة لم يحدث عند تزويد السكان بالبيوت فقط فهناك حاجة إلى دراسة شاملة ووضع خطه لمى تتضمن النجاح الكامل لحل المشكله من جزورها بمجرد تزويد او توفير المساكن فقد يؤدى إلى زيادة رغبة السكان للهجرة إلى المدينة بأمل الحصول على على سكن افضل .
وتسير الإحصائية إلى التالية إلى عدد سكان العشيش فى الكويت وفى بعض المدن الأخرى فى الدول النامية:
الكويت ٩١,٠٨٣ نسمة
كوالا لمبور ١٠٥,٠٠٠ نسمة
ليما ٤٠٠,٠٠٠ نسمه
الخرطوم ( العاصمه المثلية) ٣٠,٠٠٠ نسمة
سنغافورة ١٣٠,٠٠٠ نسمة
* مناطق العشيش فى الكويت*
مشكلة العشيش من المشاكل الرئيسية التى تواجه التى تواجه المجتمع الكويتى حاليا فى تحوله من المرحلة القبيلة القديمة إلى مجتمع حديث متحضر.
ولقد بدأت مشكلة العشيش فى الكويت منذ حوالى ٤٠ عاما ، فهناك دليل على وجود عشيش من عام ١٩٣٦ ، ولكن انتشرها يرجع إلى أواخر الخمسينات ، فقد اتضح من دراسة على ٤٣٨ عشه موزعة فى ثمانيه مناطق رئيسية للعشيش وهى : الدوحه والجهراء والفروانية و جليب الشيوخ وصيهد العوازم والشدادية و المقوع والصليبة وأنه في الفترة مابين ١٩٨٥ -١٩٧٠ كانت الزيادة السنوية فى عدد العشيش فى كل منطقة تترواح فى عدد العشيش فى كل منطقة تتراوح مابين١٢ إلى ٤٨ عشه .والجدير بالذكر أن مدينة الكويت كانت تمر بتطور حضرى سريع خلال هذه الفترة (١٩٥٠-١٩٧٠) مما يجعلنا نستنتج أن تطور المناطق الحضرية فى الكويت كان له أثر كبير على انتشار العشيش فيها.
* العشيش مشكله عالميه*
من المشاكل الرئيسية التى تنشأ نتيجه التطور السريع للمجتمعات ، مشكلة ظهور مناطق سكن غير شرعية تسمى بالعشيش ، وذلك فى أطراف المناطق الاهله بالسكان ، خاصة في الدول النامية حيث يصعب على الدول منع إقامتها وحصرها . وأغلب المحاولات لإزالتها قد باعت بالفشل .. ومن هذه المشكلة تتفرع مشاكل صحية واجتماعية وتنظيمية حيث أنها تؤدى إلى عرقله وصعوبة فى تنفيذ مشاريع التنمية الحديثة.
يسكن هذه المناطق غالبا نوعان من السكان :
- النازحون إلى المدن من البادية أو الريف للسعى وراء حياة أفضل فيها ، وهؤلاء يلجأون للسكن في عشيش تعدم توفر عمل ثابت لهم أو لعدم وجود سكن بسعر يناسب دخلهم المنخفض.
- القادمون من الأحياء القديمة المزدحمة في المدن والذين يفضلون السكن في عشه خارج المدينة هربا من الازدحام.
وقد اتضح من الدراسات الاجتماعيه أن عدم تلائم هاتين الفئتين مع متطلبات الحياة العصرية يدفعهم للبحث عن هذا التكيف الاجتماعي والتنفسى للسكن في مناطق العشيش بالقرب ممن تجمعهم بهم ظروف مشابهه.
*العشيش تنتشر الدول النامية*
مناطق العشيش أكثر انتشارا في الدول النامية نتيجة الهجرة الجماعية إلى المدن مما أدى إلى عجز المساكن القائمه والخدمات المتوفرة للعدد المتزايد من السكان والواقع أن فى أغلب الدول النامية نلاحظ أن النمو السريع في عدد السكان لا يتناسب مع النمو فى مجال الصناعة والإنتاج مما يؤدى إلى ارتفاع نسبة البطالة التى تؤدى بدورها إلى تحول السكان إلى السكن فى مناطق العشيش لأنهم سيتجنبون دفع ايجارات شهرية.
والجدير بالذكر أنه على الرغم من وجود مناطق عشيش في الدول المتقدمة إلا أنها ظاهرة غير منتشرة في هذه الدول نظرة لوجود قوانين ثابتة ومطبقة لملكية وتوزيع الأراضى .
تنتشر مناطق العشيش فى عده دول من آسيا واميركا اللاتينية وافريقيا، ففى مدن أميركا اللاتينية مثلا هناك مناطق عشيش تسمى " بالباريانز" وقد نشأت هذه المناطق في البداية على شكل عشيش وقامت نتيجة نزوح أعداد كبيرة من السكان من المناطق القديمة إلى السكن خارج المدينة وكان من الصعب حصر هذه المناطق أو منعها لأن عدد القادمين إليها كان ضخما جدا وكانت هذه التحركات الجماعية منظمه تنظيما دقيقا مما اضطر المسؤولين إلى اعتبار هذه المناطق جزءا من المدينة مما ترتب عليه بالخدمات وبالتالى مطالبهم بالضرائب وهذا ماحدث في ليما عاصمه بيرو حيث تشكل قضية العشيش مشكلة رئيسية . فعدد سكان العشيش يصل إلى ٤٠٠ ألف نسمة اى حوالى سدس مجموع سكان المدينة ، التى يصل تعدادها إلى ٢,٥ مليون وتمتاز تجربة سكان العشيش فى هذه العاصمة بنجاح التخطيط الجماعى من قبل سكان العشيش وقد بادروا بوضع حل مشاكلهم وتنظيم وبناء مناطقهم السكنية بأنفسهم وبتطبيق نظام اجتماعي لمجتمعهم .
وقد حدثت تجربة أخرى فى دولة سنغافورة وهى من أكثر الدول اهتماما بقضية العشيش وحلها، فاحصائيات الأمم المتحدة لسنه ١٩٦٩ توضح أن ٣١% من سكان هذة الدوله او مما يعادل ١٢٠ الف نسمة يسكنون في عشش تحت ظروف صحية واجتماعية سيئة ورغم ذلك فقد تمكنت السلطات من تحقيق نجاح بالغ فى مجال إسكان ذوى الدخل المحدود والعشيش ، فانشات مايعادل ١٢ ألف وحدة سكنية لبيوت ذوى الدخل المحدود سنويا ولا شك أن ذلك كان له أثر كبير على إزالة نسبة كبيرة من العشيش ، ووضع حد لهذه المشكلة في المستقبل .
وقد أثارت هذة الدول الصغيرة دهشة المختصين في مجال الإسكان نسبة لما حققته رغم مشاكل الازدحام فيها وإمكانياتها المحدودة لأنها تمكنت من تحقيق الكثير في هذا المجال فى السنوات السبع الأخيرة . وبالرغم من عدد المساكن الذى يبنى سنويا فنوعية هذه المساكن جيدة.
وفى ماليزيا أيضا يزداد عدد السكان سنويا بنسبة ٣,٩% وهذة من أعلى النسب فى العالم مما أدى إلى ازدحام المناطق الحضرية وعدم استيعاب المساكن الموجودة لهذه الاعداد الإضافية وبالتالى إلى انتشار مشكلة العشيش كقضية رئيسيه . ورغم ذلك لم تقم الدولة ببناء وحدات سكنية تكفى لاستيعاب هذه الأعداد المتزايدة فقد قامت ببناء ٢٥٠٠ وحدة سكنية فقط فى الفترة مابين ١٩٦٠ إلى ١٩٦٣ .ولكن بعد عام ١٩٦٤ عندما أخذت مشكلة العشيش تتضخم خططت الجهات المختصة لبناء مايعادل ٣٢ إلى ٥٠ وحده سكنيه أو أكثر من البيوت الشعبية في كل منطقة من المناطق الحضرية فى ماليزيا ، بالإضافة إلى مشروع آخر لبناء شقق ذات طوابق متعدده لذوى الدخل المحدود فقد خصصت مشاريع الإسكان لبناء ٣٠٠٠ وحدة سكنية فى كوالا لامبور العاصمة لإسكان ١٨ الف نسمه . ولكن حتى بعد استكمال هذه المساكن لازال عدد سكان العشيش فى ارتفاع مستمر.
ففى عام ١٩٦٨ بعد أن نقل بعض سكان العشيش إلى المساكن الجديده فقد لوحظ أن عدد سكان العشيش ارتفع بحوالى٤٥ ألف نسمة فى خلال سنوات وهو أضعاف ما تستطيع المساكن الجديدة استيعابة.
*العشيش فى السودان *
أما فى السودان فقد بدأت تظهر العشش فى بداية الستينات عندما انشأت حوالى ١٠٠ عشة حول المناطق الصناعية في الخرطوم . بمرور الزمن اخذت المشكلة تتضخم . فبعد عام ١٩٦٤ احست السلطات بان هذه المناطق فى تزايد مستمر وأنها قد بدأت تأخذ طابعا سياسيا ، وان السكان كانوا يطالبون باستمرار بتحقيق مطالبهم وحقوقهم .
وفى عام ١٩٦٩ وصل عدد سكان العشيش ف " الخرطوم بحرى" وحدها إلى ٢٠ الف نسمة تسكت فى ٣٥٠٠ عشة . وقد وصل عدد سكان العشيش فى العاصمه ككل إلى ٣٠ الف نسمه. وعندما انذرت الدولة سكان هذه المناطق بالنزوح إلى مكان آخر خارج المناطق الحضرية ، كما أنهم لم تمد لهم يد المساعدة منذ ذلك الوقت مما أدى إلى عدم اتخاذ أى موقف ايجابى من قبل السكان، الأمر الذى أدى إلى تغير قرار الحكومة ووضعها الخطط لمناطق سكنية طارئة لسكان العشيش خارج المدينة . وتشمل هذه المناطق اربع مناطق سكنية تتضمن كل منها ٣ آلاف قسيمة ذات ٢٠٠ متر مربع لكل أسرة .
وزعت القسائم مجانا وقد جمع من السكان مبلغ رمزى الخدمات الضرورية ويتضمن المشروع من المناطق بالمدارس والمرافق الصحية وسوق محلى . ثم انتقل إلى هذه المناطق ٢٠ الف نسمه من سكان العشيش القديمة ، ولكن بالإضافة إلى ذلك العدد قدمت أعداد أخرى إلى هذه المناطق الجديدة وبدأت تظهر مساكن عشيش جديدة حولها فاتضح أن هذا المشروع قد اجتذب عددا كبيرا من المهاجرين الجدد بالإضافة إلى عدد من السكان أصحاب القسائم الموزعه الذين لم تتوفر لديهم المبالغ الكافية لبناء منزل ثابت فلجاوأ إلى نقل عششهم القديمة إلى المناطق الجديدة.
* البيوت وحدها لا تكفى*
استفاد المسؤولين من تجربة العاصمة فى إسكان العشيش وتجنبوا تكرار الخطأ في مشاريع الاسكان فى مدن السودان الأخرى .ففى مدينة بورسودان لقى المشروع أعاده اسكان العشيش نجاحا كبيرا نتيجه الدراسات الشاملة التى أجريت عن سكان العشيش قبل محاولة توطينهن. فسكان العشيش فى بورسودان يكونوا ربع مجموع السكان فى المدينه واغلبهم من العاملين في الميناء كما كانت هناك محاولة اولى لإزالة العشيش فى بورسودان فى عام ١٩٦٣ ولكنها باعت بالفشل نتيجه رفض السكان الانتقال لتخوفهم من بعد المسافات عن العمل ومن احتمال ارتفاع تكاليف المساكن الجديدة.
وقد جاءت المحاولة الثانية فى عام ١٩٧٠ ، فقد لاقت إقبالا شديدا من السكان وذلك لأن المسؤولين حاولوا بقدر الإمكان أن يراعوا متطلبات ورغبات السكان ونقلهم إلى بيئة متمشية مع هذه الرغبات . وفى نفس العام اشترك السكان في بناء المناطق الجديدة وبهذه الطريقة اجتذب المسؤولين نحو المشروع.
ومن أهم أسباب النجاح أيضا متابعه المشروع في المراحل النهائية من إجراء التغيرات اللازمه فى جميع مراحل التطور وكانت هناك تعديلات مستمرة لتحسين المساكن . وكانت النتيجه الرضى العام من قبل السكان تجاه وضعهم الجديد، فقد تحسنت الأوضاع في المناطق السكنية من النواحى الاجتماعية والصحية وشعروا بالاستقرار والاطمئنان ، وبدأ ينعكس ذلك على الحالة النفسية والاقتصادية.
ولذا نلاحظ من هنا أن حل المشكلة لم يحدث عند تزويد السكان بالبيوت فقط فهناك حاجة إلى دراسة شاملة ووضع خطه لمى تتضمن النجاح الكامل لحل المشكله من جزورها بمجرد تزويد او توفير المساكن فقد يؤدى إلى زيادة رغبة السكان للهجرة إلى المدينة بأمل الحصول على على سكن افضل .
وتسير الإحصائية إلى التالية إلى عدد سكان العشيش فى الكويت وفى بعض المدن الأخرى فى الدول النامية:
الكويت ٩١,٠٨٣ نسمة
كوالا لمبور ١٠٥,٠٠٠ نسمة
ليما ٤٠٠,٠٠٠ نسمه
الخرطوم ( العاصمه المثلية) ٣٠,٠٠٠ نسمة
سنغافورة ١٣٠,٠٠٠ نسمة
* مناطق العشيش فى الكويت*
مشكلة العشيش من المشاكل الرئيسية التى تواجه التى تواجه المجتمع الكويتى حاليا فى تحوله من المرحلة القبيلة القديمة إلى مجتمع حديث متحضر.
ولقد بدأت مشكلة العشيش فى الكويت منذ حوالى ٤٠ عاما ، فهناك دليل على وجود عشيش من عام ١٩٣٦ ، ولكن انتشرها يرجع إلى أواخر الخمسينات ، فقد اتضح من دراسة على ٤٣٨ عشه موزعة فى ثمانيه مناطق رئيسية للعشيش وهى : الدوحه والجهراء والفروانية و جليب الشيوخ وصيهد العوازم والشدادية و المقوع والصليبة وأنه في الفترة مابين ١٩٨٥ -١٩٧٠ كانت الزيادة السنوية فى عدد العشيش فى كل منطقة تترواح فى عدد العشيش فى كل منطقة تتراوح مابين١٢ إلى ٤٨ عشه .والجدير بالذكر أن مدينة الكويت كانت تمر بتطور حضرى سريع خلال هذه الفترة (١٩٥٠-١٩٧٠) مما يجعلنا نستنتج أن تطور المناطق الحضرية فى الكويت كان له أثر كبير على انتشار العشيش فيها.
وبالإضافة إلى التطور السريع هناك عنصر آخر أدى إلى زيادة السكان بطريقة مفاجئة وبالتالى إلى عدم استيعاب المساكن الموجودة للاعداد الضخمه مما اضطر للجوء إلى السكن فى عشيش وهو الهجره من داخل وخارج الكويت الى مدينة الكويت وضواحيها.
فقد ازداد عدد السكان من ٢٠٦٤٧٣ فى عام ١٩٥٧ إلى ٨٣٨٦٢٢ فى عام ١٩٧٩ .
وكان لزيادة عددالبدو اثر على ارتفاع نسبه السكان الكويتين ،فقد منحت الدولة اعداد كبيرة منهم الجنسية الكويتية فادى هذا الارتفاع إلى زيادة الضغط على البيوت الحكومية لذوى الدخل المحدود والبيوت الشعبية .
والجدير بالذكر أن اهتمام الدولة بتوطين البدو وتحسن ظروفهم الاجتماعيه دفع نسبة كبيرة منهم إلى السكن فى التجمعات سكنية حول اماكن العمل ف القرى والمناطق الحضرية .
وكانت التجمعات عبارة عن عشيش وخيام لجا إليها البدو نتيجه لعجز إمكانياتهم عن بناء البيوت المناسبة ولانتظار دورهم للحصول على سكن دائم من قبل الدولة . فقد اتضح أنه فى الفترة مابين ١٩٦٥ حتى ١٩٧٠ أن زيادة عدد السكان العشيش فى الكويت تقدر بحوالى ١٧ الف نسمة سنويا وذلك نتيجه نزوح الوافدين من البدو وان ٨٥% منهم قد منحوا الجنسية الكويتية فى الفترة بين ١٩٦٥-١٩٧٠
* النمو الحضرى السريع*
ونستنتج مما سبق أن زيادة الهجرة للمناطق الحضرية فى الكويت أدت إلى عجز المساكن القائمة عن استيعاب الوافدين والى لجوئهم للمسكن فى مناطق العشيش وهذا الظاهرة غير مقتصرة على الكويت بل أنها ظاهرة ملازمة للنمو الحضرى فى جميع أنحاء العالم .
فقد أصبح النزوح إلى المراكز الحضرية هو الامل لوجود الكثير من الضمانات الاجتماعية والاقتصادية. وعندئذ تنشأ المشاكل الحضرية نتيجه اختلال التوازن المطلوب فى توزيع الخدمات الضرورية وتوفيرها للاعداد المتزايدة من السكان .
وقد ضاعف من أسباب تزايد مشكلة العشيش بالكويت أن معدلات النمو الحضرى لها تفوق بكثير معدلات النمو الحضرى لها تفوق بكثير معدلات النمو بدول المنطقة ، وتشير الأحصائية التالية الصادرة عن الأمم المتحدة عام ١٩٧٢ إلى معدلات النمو بدول المنطقة فى الفترة مابين ١٩٦٣ و١٩٦٨ .
الكويت ٦,٨%
العراق ٢,٤%
الاردن ٣,٣%
سوريا ٢,٩%
لبنان ٢,٥%
السعوديه ١,٧%
يصل عدد سكان العشيش فى الكويت الى ٩١٠٨٣ نسمة اى ما يعادل ١٢ بالمائة من مجموع السكان ، وذلك طبقا للتعداد العام السكنى عام ١٩٧٠ ، ونسبة الكويتين كم سكان العشيش تصل إلى ٨١ بالمائة وذلك حسب تعداد المخطط الهيكلي . أما بحث البلدية السكانى الاجتماعى لمناطق العشيش لعام ١٩٧٠ فقد جاء فيه أن حوالى ٣٨ بالمائة فقط من سكان العشيش حاصلين على الجنسية الكويتية وإن حوالى ٥٥ بالمائة منهم لم تثبت جنسيتهم بعد، الا أنهم من البدو ولهم أولوية الحصول على الجنسيه .
وبالإضافة إلى التطور السريع هناك عنصر آخر أدى إلى زيادة السكان بطريقة مفاجئة وبالتالى إلى عدم استيعاب المساكن الموجودة للاعداد الضخمه مما اضطر للجوء إلى السكن فى عشيش وهو الهجره من داخل وخارج الكويت الى مدينة الكويت وضواحيها.
News source القبس 23/8/1975