كتب سالم البخيت:
يشهد سوق العقارات المحلي خلال الفترة الحالية حركة نشاط، اعتبرها المراقبون بداية لكسر الجمود الذي شهده خلال اشهر الصيف مع ابتداء شهر سبتمبر الذي يعتبر اول شهور موسم التداولِ وكانت حركة التداول قد اضطربت بداية الصيف مع توقف بنك التسليف والادخار ـ مؤقتا ـ عن صرف القروض السكنية، ولكن القطاع السكني استطاع بما يملكه من مقومات ان يكسر الهدوء الذي سيطر على السوق خلال تلك الفترة بسرعة واضحة لوحظت من خلال تردد المواطنين على مكاتب الوساطة للبحث عن الجديد من العروض، سواء الأراضي او البيوت.
القطاع السكني
وحافظ القطاع السكني على تصدره للأداء العام لسوق العقار، وخصوصا في مناطق جنوب السرة ومشرف اللتين شكلتا نقاط ارتكاز رئيسية في عملية التداول التي شهدها شهر اغسطس الماضيِ ويعود هذا النشاط الى عدة اسباب اهمها رغبة شريحة كبيرة من المواطنين في شراء اراض وبناء بيوت سكنية عليها لاستعمالات الأسر وليس للاستثمار، نظرا لمستقبل كل منهما كمناطق سكنية نموذجية تتوافر فيها كل متطلبات الحياة العصرية، وموقعهما بالقرب من مناطق داخلية نموذجية وذات قيمة اجتماعية رفيعة، بالاضافة الى ان الاسعار فيهما تعتبر متدنية قياسا بأسعار المناطق القريبة.
منطقة العقيلة
كما ان هناك مناطق دخلت حلبة التنافس، مثل منطقة العقيلة، حيث تم تداول بيع قسائم بمساحات مختلفة في هذه المنطقة وبأسعار تعتبر الأدنى بالنسبة للقسائم المعروضة بشكل عام في السوقِ ويؤكد أصحاب المكاتب العقارية ان المستثمرين توجهوا الى تلك المنطقة أملا في الحصول على قسائم بأسعار تبدأ من 40 الف دينار للقسيمة الواحدة، وهي فرصة للشراء في الوقت الراهن، والانتظار لحين ارتفاع الأسعار ومن ثم طرحها مجددا للبيع.
وعلى الرغم من اعتبار المنطقة ضمن نطاق المناطق الخارجية الا انها شهدت إقبالا من سكان المناطق الداخلية الذين فضلوا الشراء فيها بدلا من انتظار بيت الحكومة، أو إثقال كاهلهم بقروض ضخمة عند شرائهم عقارات في المناطق الداخلية.
جنوب السرة
وتؤكد الاحصاءات ان منطقة جنوب السرة ما زالت الاولى من حيث كمية الصفقات التي تمت منذ بداية العام الحالي، في اعقاب انتشار العديد من الفلل السكنية الجديدة في ضواحيها الاربع، وبخاصة في ضاحيتي حطين والسلام اللتين بدأت تتضح ملامحهما كاملة من حيث تقسيم الشوارع والساحات، وشهدت ضاحية الشهداء ارتفاعا طفيفا لاسعار القسائم فيها قدره البعض بحوالي 1500 دينار للقسيمة الواحدة، حيث تراوح سعر القسيمة (400 متر مربع) ما بين 62.5 الى 72 الف دينار.
فلل للسكن والايجار
ويتجه بعض المواطنين حاليا الى تركيز بحثهم على فلل سكنية ذات طابع معين يصلح للتأجير، حيث يفضل هؤلاء المواطنون السكن في الدور الارضي وتأجير الادوار العليا ليستطيعوا دفع القروض التي تستقطع من رواتبهم بشكل شهري، وهذا ما جعل الكثير من تجار العقار يلتفتون الى تلك النقطة المهمة، حيث بدأوا بتشييد فلل سكنية صالحة للايجار والسكن في آن واحد وبخاصة في منطقة جنوب السرة. وهذا من الطابع المعمارى لم يكن سائدا فى السابق، حيث كان يفضل المواطن الكويتى الاستقلال من غير أن تزاحمه عائلة أخرى، ولكن يبدو أن الحاجه دفعت الكثير منهم إلى فتح منازلهم للايجارات وان كانت فترة مؤقته قد نزول بزوال أسبابها وهى القروض.
القطاع الاستثمارى
وفى مايخص القطاع الاستثمارى، فإن حركه البناء التى شهدها بعض المناطق تبشر باحتمال تحرك القطاع فى ظل التسهيلات التى بدأت الدولة باعطائها للوافدين والاهتمام الذى تولية للقطاع الاقتصادى.
وما نراه من مجمعات جديده فى مناطق السالمية وحولى دليل على وجود حركة، وهى وان كانت ضعيفة الا انها لم تتوقف وذلك لما يعتبر به الاستثمار فى العقار من وجود المردود الثابت والمؤكد، و بالإضافة إلى أن احتمالات الخسارة فيه نادره جدا يعكس قنوات الاستثمار الأخرى مثل التعامل فى البورصة التى تبقى عرضه للارتفاع والانخفاض خلال لحظات، فى حين ان العقار يبقى محافظا على سعره لسنوات طويلة.
وفى ظل الظروف المحيطه بالقطاع الاستثمارى يؤكد المتعاملون ان نهوضه مرتبطه بالوضع السياسى والاقتصادى العام للبلاد، والأسعار فى معظم المناطق لاتزال ثابته بإستثناء بعض الفروقات صعودا او هبوطا، بين منطقة واخرى، تحكمها استراتيجيات تجارية او رغبات فردية، ولكنه فى كل الأحوال مجال استثمارى مضمون الربحية على المدى الطويل.
News source القبس