قدّرت مصادر صناعية الفترة الزمنية التي انقضت لإنجاز مشروع منطقة الشدادية الصناعية 24 عاماً، بينما استغرق تطوير منطقة صبحان «قطعة 4 الغذائية» نحو 21 عاماً، منذ تاريخ تخصيصهما عامي 2000 و2003. ورغم انتهاء وقرب توزيع الشدادية الصناعية، مع بلوغ نسبة الإنجاز 97 بالمئة، حسب ما أعلنته الهيئة العامة للصناعة أخيراً، فإن المصادر تخوفت من أثر طول الدورة المستندية لإنجاز تلك المشاريع الصناعية المهمة على القطاع الصناعي، لاسيما أن تاريخ تخصيص منطقة الشدادية الصناعية كان في 20/ 11/ 2000. أما مشروع تطوير جزء من قطعة 4 في منطقة صبحان الصناعية للصناعات الغذائية، فقد تم توقيع عقدها مع إحدى الشركات خلال الأسبوع الماضي لإنشاء وإنجاز وتشغيل وصيانة البنية التحتية والأساسية لجزء من القطعة، رغم أن تاريخ تخصيصها كان في 27/ 10/ 2003. وتساءلت المصادر عن الأسباب التي أدت الى عدم تمكّن «الصناعة» من استغلال المواقع المختلفة التي تم تخصيصها، والتأخر في البدء باتخاذ الإجراءات اللازمة لتفعيل اختصاصاتها تجاه استغلال تلك المواقع، علاوة على طول الدورة المستندية للتنفيذ، التي لم تسفر عن جاهزية تلك المواقع، بالرغم من تخصيصها منذ سنوات أحدثها مضى على تخصيصها 5 سنوات. من جانب آخر، بلغ عدد المواقع التي تم تخصيصها من المجلس البلدي لاستغلال الهيئة بما يخدم أهدافها بما ورد في قانون الصناعة ولائحته التنفيذية التي نصت على أن «الهيئة تهدف إلى تنمية النشاط الصناعي في البلاد والنهوض به، والإشراف عليه حتى تتحقق أهداف الاقتصاد الوطني»، 13 موقعاً مخصصاً منذ سنوات عديدة يصل بعضها إلى 40 سنة لم تقم باستغلالها. واتضحت ضخامة حجم المواقع غير المستغلة، الى جانب البطء في استصلاح المناطق والمدن الصناعية الجديدة، ومن أبرزها الشقايا الصناعية والنعايم، مما أدى إلى حرمان القطاع الصناعي من توفير المزيد من القسائم الصناعية وخلق فرص العمل جديدة، إضافة إلى إنشاء صناعات وطنية جديدة وتوسعة لمشاريع أخرى وتوطين لمشاريع صناعية عملاقة، مما يسهم في زيادة مساهمة القطاع الصناعي في الناتج المحلي وزيادة الإيرادات غير النفطية.
وعن مساحات المواقع غير المستغلة، أشارت المصادر الصناعية إلى أن حرمان القطاع الصناعي بما يزيد على 25.75 مليون متر مربع لسنوات يحتاج إلى حل، ويخالف قانون الصناعة، الذي يلزم بتخطيط وتجهيز البنية الأساسية للمناطق الصناعية والحرفية وما يلزم من خدمات صناعية ومرافق عامة، بالتعاون مع الجهات المعنية. كما يجب إعداد وتصميم وتنفيذ مشاريع الخدمات الصناعية وتشغيلها وإدارتها مباشرة، أو بالتعاون مع الجهات المختصة، إضافة إلى تخصيص مواقع القسائم الصناعية والحرفية ومواقع الخدمات داخل المنطقة، وفق النظم واللوائح المعتمدة بهذا الشأن، وأخيراً إدارة وتشغيل وتطوير وصيانة المناطق الصناعية والحرفية، مع توفير الخدمات اللازمة لها وصيانتها وإنشاء مناطق صناعية جديدة بالتعاون مع القطاع الخاص. وتبلغ المساحة الإجمالية لمشروع تطوير جزء من «صبحان الغذائية» 235.253 متراً مربعاً، ويوفر 69 قسيمة صناعية خاصة بتوطين الصناعات الغذائية لتعزيز الأمن الغذائي، حيث يعد المشروع أحد المشاريع التنموية المدرجة ضمن برنامج عمل الحكومة. يُذكر أن مدينة الشدادية تصل مساحتها إلى 5.6 ملايين متر مربع، لكن تم الانتهاء من تنفيذها خلال 24 عاماً، وبانتظار التسليم هذا العام، وستوفر 1036 قسيمة صناعية مقسمة إلى 3 قطاعات رئيسية و10 بالمئة من مساحة المنطقة للمشاريع الصغيرة والمتوسطة و10 بالمئة للمستثمر الأجنبي، وغيرها من الأنشطة الصناعية المتنوعة، بمساحات مختلفة تتراوح بين 1000 و10 آلاف م2. وأعلنت الهيئة، أخيراً، أن نسبة الإنجاز لمشروع تصميم وتنفيذ وإنجاز وصيانة أعمال البنية التحتية لمنطقة الشدادیة الصناعية بلغت 97 بالمئة، متوقعةً الانتهاء من أعمال البنية التحتية للمشروع بالكامل خلال السنة المالية 2024/ 2025.
News source https://www.aljarida.com/article/73658