محمد عواضة -

من المتوقع أن يستمر جنون الإيجار في لندن حتى نهاية العام، حيث بات يتنافس ما يصل إلى 50 متقدماً على كل شقة متاحة للإيجار، أي أكثر بنحو %200 من أي سوق مزدحم آخر نموذجي، وفقاً لمجموعة Foxtons العقارية.

وبحسب صحيفة «ذا بيزنس تايم»، فإن أزمة تكلفة المعيشة ما زال لها تأثير ضئيل في الإقبال الكبير على الإيجارات حتى الآن، فيما أسعار المنازل المرتفعة تزيد من حدة الألم، مما يجبر المزيد من الناس على الاستئجار لفترة أطول للحفاظ على ودائعهم المدخرة.

وفي هذا الإطار، يقول أليك هراجين، مدير التقييم في شركة Savills في لندن، إن المشترين الأصغر سناً أصبحوا يتجهون إلى سوق الإيجار في ظل ارتفاع أسعار الفائدة البنكية.

وعلى الرغم من انخفاض الإيجارات بنسبة %50 تقريباً العام الماضي في أفضل أحياء لندن، فقد ارتفع سعر تأجير العقارات هناك بنسبة %25.8 خلال العام الجاري حتى يوليو، لتزيد بنسبة %15 عن مستوياتها خلال الأعوام من 2017 حتى عام 2019.

ووفق ما نقلت «ذا بيزنس تايم»، فإن إجمالي تكلفة استئجار منزل في أنحاء لندن ارتفع بنسبة %23 خلال 12 شهراً حتى يوليو الماضي في مناطق مثل «نوتنج هيل» و«شورديتش» و«كلافام» و«ستراتفورد».

سوق الغرف

وأشارت الصحيفة إلى أن سوق تأجير الغرف يعاني أيضاً من نقص شديد، حيث يتنافس أكثر من 21 ألف متقدم على نحو 5 آلاف موقع في وسط لندن في الوقت الحالي، وفقاً للبيانات التي جمعتها «سبير روم».

أسعار المساكن

على مقلب آخر، انخفضت أسعار المنازل في بريطانيا خلال شهر أغسطس للمرة الأولى هذا العام.

وبحسب شركة «رايت موف»، انخفض متوسط سعر المنزل في بريطانيا %1.3 أي بنحو 5 آلاف جنيه إسترليني إلى 365.1 ألف جنيه إسترليني.

وبينما بدأ طلب المشتري في التراجع مقارنة بالسوق المزدحم بشكل استثنائي في عام 2021، فلا يزال هناك اختلال كاف لمنع حدوث انخفاض كبير في الأسعار هذا العام.

وتعتبر أشهر الخريف تقليدياً فترة مزدحمة لسوق الإسكان في بريطانيا، مما يجلب ارتفاعات محتملة في الأسعار، حيث يتطلع الناس إلى الانتقال لمنازل أخرى قبل العام الجديد، لتميل الأسعار بعد ذلك إلى التهدئة مرة أخرى مع اقترابنا من شهر ديسمبر وموسم الأعياد.

هل أثر ارتفاع الفائدة في أسعار المنازل؟

يبدو أن ارتفاع أسعار الفائدة للمرة السادسة على التوالي بنسبة %0.5 إلى %1.75 سيكون بلا شك في أذهان العديد من الأشخاص الذين ينوون شراء منازل أو الانتقال إلى مناطق جديدة.

ومن المحتمل أن تأثير هذه الارتفاعات سينتشر تدريجياً خلال الفترة المتبقية من العام، ولكن في الوقت الحالي ليس لها تأثير كبير في عدد الأشخاص الراغبين في الشراء، وفقاً لما ذكرته «رايت موف».

وفي الوقت الحالي، لا يزال عدم التوافق بين المستويات القوية لطلب المشتري وعدد المنازل المتاحة للشراء هو العامل الأكبر الذي يؤثر في أسعار الطلب خارج الاتجاهات الموسمية.