محمد عواضة - 
يعد سوق الإسكان في الولايات المتحدة الأميركية اليوم من أغرب الأسواق، التي شاهدها العديد من خبراء العقارات على الإطلاق. فبعد سنوات من المعروض القليل والطلب المرتفع للغاية الذي أدى إلى ارتفاع الأسعار، وحروب العطاءات، بدأ السوق بتصحيح نفسه بشكل سريع.

شهد عدد المنازل المعروضة للبيع في الولايات المتحدة ارتفاعاً بأسرع وتيرة في 5 سنوات بزيادة تجاوزت 200 % منذ فبراير، بعد أن تسببت معدلات الرهن العقاري المرتفعة، والمبالغة في أسعار المنازل في عزوف الراغبين بالشراء.

هذه أخبار مشجعة للمشترين المرتبكين الذين عانوا خلال السنوات القليلة الماضية للعثور على أي شيء لشرائه. ومع ذلك، لا يزال المعروض أقل بكثير مما كان قبل الجائحة، لتبقى معاناة الولايات المتحدة مستمرة من حيث نقص المساكن، ولكن ليس في كل المناطق، حيث هناك أماكن تتميز بارتفاع المعروض في عقاراتها بشكل كبير.

موقع Realtor العقاري سلط الضوء على بعض الأماكن التي يتزايد فيها المعروض من المساكن والأسباب وراء تلك الزيادة:

أولاً: مناطق تعافت من الكوارث الطبيعية

تعرضت «بنما سيتي» في ولاية فلوريدا، وبحيرة تشارلز في لوس أنجلوس إلى أعاصير كان لها آثار طويلة الأمد على أسواق الإسكان - وهما مسؤولان جزئيًا على الأقل عن ارتفاع المنازل المعروضة للبيع.

مدينة بنما، الواقعة على خليج المكسيك، اجتاحها إعصار مايكل في عام 2018. وفي حين انه لا تزال هناك منازل يتم إصلاحها وإعادة بيعها بعد العاصفة المذكورة، إلا أن معظم المعروض الجديد ناتج عن طفرة في الإنشاءات الحديثة.

ويمكن العثور على المجمعات السكنية الجديدة في جميع أنحاء مدينة بنما، وليس فقط في المناطق المتعافية من الاعصار، حيث تبدأ الأسعار بحوالي 400 ألف دولار، فيما كانت أسعار غالبية المنازل الجديدة خلال العام الماضي تتراوح ما بين 250 ألف دولار و300 ألف دولار لمساحة بين 1400 و1700 قدم مربعة.

القصة نفسها ظهرت في بحيرة تشارلز التي اجتاحها إعصار دلتا في أكتوبر 2020، حيث أمضى العديد من الذين تضررت منازلهم العامين الماضيين في إصلاح ممتلكاتهم، وهم الآن يعرضون منازلهم للبيع أخيرًا. كذلك يعمل بعض المستثمرين على شراء العقارات التالفة ويقومون الآن بصيانتها، لينتج عن ذلك زيادة في عدد المنازل المعروضة في السوق.

ثانياً: مغادرة المدن الباهظة الثمن

احد أسباب زيادة المعروض من المنازل كان بسبب مغادرة العديد السكان للمناطق المركزية في بعض الولايات الأميركية مثل كاليفورنيا ونيويورك التي كانت جذابة للغاية للمشترين أثناء الوباء، لكنهم ما لبثوا بعد ذلك بهجرتها والانتقال إلى مناطق أخرى يمكنهم فيها شراء منازل أكبر بمساحات شاسعة قريبة من الطبيعة.

ثالثاً: بناء منازل جديدة في أوستن

في مدينة أوستن هناك قصة وراء الزيادة في المعروض، حيث كانت عاصمة ولاية تكساس المعروفة بصناعاتها الموسيقية والتكنولوجية وجهة شعبية أثناء الوباء، وقد أدى انتقال بعض الشركات الكبرى إليها مثل «تسلا» - على سبيل المثال - في ديسمبر 2021 إلى زيادة الرغبة في بناء منازل جديدة في تلك المدينة.

ووفقًا لبيانات Realtor ارتفع متوسط أسعار المنازل في «أوستن» بنسبة 68 % إلى 626.5 ألف دولار خلال الفترة من مارس 2020 إلى مايو 2022، ثم هبطت في يوليو إلى 598 ألف دولار.

أبطأ وتيرة للمبيعات منذ 2016

تراجعت مبيعات المنازل الأميركية الجديدة في يوليو للمرة السادسة هذا العام إلى أبطأ وتيرة منذ أوائل عام 2016، لتمتد من تدهور استمر لشهور في سوق الإسكان تغذيه تكاليف الاقتراض المرتفعة وتراجع الطلب، حسب ما ذكرته صحيفة «ذا بزنس تايم».

وأظهرت بيانات حكومية أن مشتريات المنازل الجديدة المكونة من أسرة واحدة تراجعت بنسبة 12.6 % إلى 511 ألف منزل من 585 ألفًا في يونيو.

وأشارت الصحيفة إلى أن متوسط سعر المنازل الجديدة بلغ 439.4 ألف دولار خلال يوليو، مقابل 414.9 ألف دولار في يونيو الماضي، لكنه لا يزال أقل من المستوى القياسي البالغ 458.2 ألف دولار والمسجل في شهر أبريل.