تفاصيل الأخبار

صورة «ميد بروجكتس»: الكويت تسجِّل أفضل أداء لسوق المشاريع منذ 2017
13/01/2025

«ميد بروجكتس»: الكويت تسجِّل أفضل أداء لسوق المشاريع منذ 2017

وليد منصور -

كان العام الماضي أفضل عام على الإطلاق لسوق المشاريع في دول الخليج، حيث تستمر المنطقة في التمتع بمستويات غير مسبوقة من الإنفاق الرأسمالي في جميع القطاعات.

ووفقاً لبيانات «ميد بروجكتس»، تم منح ما مجموعه 264 مليار دولار من العقود العام الماضي، أي أعلى بنحو %6.5 من الرقم القياسي السابق البالغ 248 مليار دولار المسجل في عام 2023، وأكثر من ضعف رقم 124 مليار دولار لعام 2022.

وذكر التقرير أن السعودية حلَّت مرة أخرى كأكبر سوق، حيث بلغت قيمة العقود الممنوحة 144.3 مليار دولار، وهو أعلى إجمالي تم تسجيله على الإطلاق من قبل دولة واحدة في المنطقة. وقد مثل هذا ارتفاعاً بنسبة %22.3 على قيمة العقود الممنوحة في عام 2023 والتي بلغت 118 مليار دولار - وهو رقم قياسي بحد ذاته - ويؤكد التزام المملكة رؤيتها التحويلية 2030.

وأكد أن الإمارات جاءت ثاني أكبر سوق في دول الخليج، حيث بلغت قيمة العقود الممنوحة 81.3 مليار دولار. وقد مثل هذا انخفاضاً بنسبة %12.1 عن العام السابق، لكنه لا يزال ثاني أعلى إجمالي سنوي لها وأعلى بكثير من متوسطها على مدى 10 سنوات والذي بلغ 46.9 مليار دولار.

وبيَّن أن أسواق المشاريع الأربعة الأخرى في دول الخليج سجلت إجماليات عقود أقل بكثير من السعودية والإمارات، على الرغم من أن الكويت وعمان، عند 9.2 مليارات دولار و11.3 مليار دولار على التوالي، سجلتا أفضل أرقامهما منذ عام 2017.

القطاع المختلفة

من حيث القطاعات، أشار التقرير الى أن البناء يظل هو أكبر قطاع سوقي، حيث بلغت قيمة العقود الموقعة 72.8 مليار دولار، بانخفاض %10.5 عن الرقم القياسي لعام 2023. وقد كاد قطاع الطاقة يضاهيه، حيث سجل أعلى عدد من الصفقات على الإطلاق، بقيمة 64.4 مليار دولار، مدفوعاً في المقام الأول بزيادة كبيرة في مخططات الطاقة المتجددة الجديدة.

كما شهدت قطاعات النقل والبنية الأساسية والنفط مستويات قياسية من الإنفاق، حيث بلغ إجمالي المشاريع على التوالي 32.3 مليار دولار و28 مليار دولار.

نموذج جديد

وأوضحت «ميد» في تقريرها أن أداء العام الماضي يبدِّد أي فكرة مفادها أن الارتفاع الحاد في الإنفاق على المشاريع في عام 2023 كان حالة شاذة ويوضح النموذج الجديد للمنطقة لنشاط المشاريع.

وقال التقرير إن الاستثناء الوحيد يبقى هو قطر، التي كافحت لتكرار مستويات الإنفاق التي شهدتها قبل كأس العالم لكرة القدم 2020. وفي عام 2024، منحت عقوداً بقيمة 15.7 مليار دولار، وهو أقل من متوسطها على مدى عشر سنوات والذي بلغ 17.5 مليار دولار.

وأضاف «تميز العامان الماضيان بتقارب فريد بين الإنفاق الضخم على قطاعات الطاقة والعقارات والمرافق، مما يضمن استفادة أصحاب المصلحة في جميع قطاعات السوق من الإنفاق المتزايد. وقد انعكس هذا في التنوع القطاعي لأكبر مشاريع عام 2024».

نفقات المشاريع 

وأوضح التقرير أن من السمات البارزة الأخرى للسوق العام الماضي أداء المشاريع العملاقة في السعودية. وفي حين تصدر برنامج المشاريع العملاقة الذي تبلغ قيمته أكثر من 850 مليار دولار عناوين الأخبار في السنوات الأخيرة، فإن الإنفاق على الشركات التابعة لصندوق الاستثمار العام وغيرها من حملات الإنفاق الحكومي الكبرى المماثلة انخفض في الواقع عن عام 2023.

وبعد النمو على أساس سنوي في السنوات الخمس حتى عام 2023، عندما تم منح عقود مشاريع جيجا بقيمة تقل قليلاً عن 33 مليار دولار، انخفض الإجمالي في عام 2024 بنسبة %40 إلى 20.2 مليار دولار فقط. وهذا يؤكد التباطؤ في نشاط المشاريع العملاقة بعد التوقف وإعادة تحديد الأولويات في البرنامج الذي تم الإبلاغ عنه في أوائل العام الماضي.

في هذه المرحلة، من غير الواضح ما إذا كان البرنامج سيستمر بنفس الوتيرة السابقة، حيث يقول بعض المراقبين إن الرياض ستركز على مشاريعها القائمة على الأحداث، مثل معرض إكسبو العالمي 2030 وكأس العالم لكرة القدم 2034.

ومع ذلك، إذا تسارع إنفاق المشاريع العملاقة من مستوياته في عام 2024، فقد تصل السعودية وسوق المشاريع الإقليمية ككل إلى ارتفاعات أكبر في عام 2025.

المقاولون الرائدون في المنطقة

أفاد التقرير بأنه من حيث أفضل المقاولين من حيث قيمة العمل الذي تم الفوز به في عام 2024، تصدرت شركة «سيبكو 3 الصينية» قطاعات سوق النفط والغاز والطاقة والمياه والصناعات، مع عقود مُنحت تقدر قيمتها بنحو 9.1 مليارات دولار. وهذه هي المرة الأولى التي يحتل فيها مقاول صيني المرتبة الأولى في أي عام، مما يعكس الهيمنة المتزايدة للشركات الصينية في سوق مشاريع دول الخليج.

وتشمل شركات المقاولات الهندسية والمشتريات والبناء الدولية الأخرى في المراكز العشرة الأولى شركة سايبم الإيطالية، ولارسن آند توبرو الهندية، وسامسونغ إي آند إيه الكورية الجنوبية، وتكنيكاس ريونيداس الأسبانية.

ويظهر مقاولان إقليميان في التصنيف: شركة الفنار للمشاريع السعودية في المركز السادس بقيمة 5.5 مليارات دولار، تليها شركة الجرافات البحرية الوطنية «NMDC» في أبو ظبي في المركز التاسع بقيمة 4.1 مليارات دولار.

وفي جانب البناء المدني، الذي يغطي قطاعي البناء والنقل، احتلت شركة هندسة البناء الحكومية الصينية المرتبة الأولى بقيمة 5.2 مليارات دولار من الأعمال الممنوحة. وفي المركزين الثاني والثالث تأتي مجموعة بن لادن السعودية ومواطنتها مودرن بيلدينغ ليدرز بقيمة 3.5 مليارات دولار و2.5 مليار دولار على التوالي.

وتأتي شركتان صينيتان أخريان في المركز الخامس: شركة سي آر آر سي وشركة تشاينا هاربور إنجينيرنج كومباني.

 

أكبر ارشيف عقاري