كتب محرر الشؤون العقارية:
تعرف الجابرية والسرة وقرطبة، في اوساط سوق العقار بالشقيقات الثلاث، وذلك تجسيدا لحالة تجمع فيها قواسم مشتركة تجعلها متشابهة الى درجة التطابق حتى صارت تعرف عند عامة الناس، وبالذات عند المشتغلين في سوق العقار وكأنها ثلاث اخوات شقيقات.
فهي من جهة تقع على الدائري الرابع، ومن الجهة الاخرى على الدائري الخامس، وشهدت سوية (خاصة الجابرية والسرة) البداية الواسعة للبناء والسكن، واصبحت عقاراتها تتداول في السوق بشكل لافت وتعقد البيوعات بشكل مستمر، وذلك في اوائل السبعينات وكانت حينها تكلفة شراء أرض 750م2 وبناء منزل لا تزيد عن 20 ألف دينار، وكانت تلك الفترة بمثابة صدور شهادة البلاد والظهور الى العلن.
ارتفاع في الأسعار
ومع بداية الثمانينات زادت وتيرة البناء وارتفعت مستويات الاسعار وبدأت ملامح الوجه بالظهور مع بناء مراكز الخدمات المختلفة، فبالاضافة الى الجمعيات التعاونية والمستوصفات ومخافر الشرطة، تم بناء مستشفى مبارك الكبير في الجابرية وافتتاح عدد من الادارات الحكومية (المرور - تنفيذ الاحكام)، وكذلك شهدت هذه المناطق انتقال عدد كبير من السفارات ومنازل السفراء والمدارس الاجنبية، وخلال تلك الفترة شهدت الاسعار في هذه المناطق أسوة بعموم مناطق البلاد قفزات متتالية ارتفع فيها متوسط اسعار العقار 750م2 الى 100 - 120 الف دينار، وتجاوز متوسط تكلفة بناء منزل من طابقين 60 ألف دينار اي ارتفع متوسط تكلفة شراء وبناء منزل في هذه المناطق (بيت بمواصفات عادية شارع واحد) من 20 ألف دينار الى 160 ألف دينار خلال عشر سنوات.
وان كان من الاهمية هنا الاشارة الى ان تلك الفترة شهدت الاصول بشكل عام زيادة كبيرة في الاسعار، ولم تقتصر على العقار ففي تلك الفترة (79 - 81) ارتفع سعر برميل النفط الى ما فوق حاجز 30 دولارا وتضاعف حجم ايرادات الدولة منه.
ظواهر سلبية
وفي النصف الثاني من الثمانينات بدأت هذه المناطق الثلاث تفقد جزءا من جاذبيتها مع تحولها الى مناطق تعاني من ظاهرتين سلبيتين: الاولى انها اصبحت مناطق ذات كثافة سكانية عالية، والاخرى الاختناقات المرورية الشديدة في ثلاث فترات الاولى عند الصباح، والثانية الظهر (بداية ونهاية اليوم الدراسي ودوام الموظفين)، والثالثة فترة المساء (7 - 9 مساء).
والاهم من كل ذلك انه اصبحت تعرف بشكل اكثر من غيرها من مناطق البلاد، بانها 'بلا مداخل ومخارج' وهو ما يجعل الدخول اليها في تلك الفترات الثلاث امرا شديد الصعوبة، ويسعى الكثيرون الى تجنبه الا في حالات الضرورة، وهو ما اثر ولا يزال بشكل مباشر على اسعار العقار فيها.
الجابرية
يؤكد العاملون في سوق العقار أن الاسعار في الجابرية يمكن ان ترتفع في الجابرية بمتوسط لا يقل عن 20 - 30 دينارا للمتر المربع في حال تم حل مشكلة الاختناقات المرورية التي تعاني منهاِِ وان مجرد الحديث او الاشارة الى ان الحكومة ستتخذ خطوات في هذا الاتجاه بالطلب نفسه على عقارات هذه المنطقة.
والواقع العمل يثبت ذلك فعندما قامت الحكومة في منتصف التسعينات بعمل مخرجين احدهما على الدائري الخامس (بين القطعتين 10 - 11) والآخر على شارع الفحيحيل (قرب مستشفى هادي)، وتم بذلك الى حد ما التخفيف من حدة الازدحام عند الدخول اليها والخروج منها في اوقات الذروة شهدت الجابرية انتعاشا ملحوظا ارتفاع متوسط سعر المتر المربع بنحو 10 دنانير وشهد العرض والطلب زيادة امكن ملاحظتها بسهولة من قبل مكاتب السمسرة، كما ان حركة البناء بدورها شهدت ارتفاعا خاصة في قطع السكن الخاص التي تقع على الدائري الخامس، ولكن مع مرور بعض الوقت عاد الاختناق المروري الى الجابرية، وبالذات في الصباح مع بداية دوام الموظفين واليوم الدراسي، وان كانت عملية الدخول الى الجابرية في باقي الاوقات من اليوم اسهل بكثير مما كانت عليه قبل المخرجين السابق الاشارة اليهما الا ان الاختناق المروري يكون على اشده في الشارع الرئيسي الذي يقسم الجابرية الى قسمين ويجعل - كما يقول سكان الجابرية - من عملية الذهاب الى الجمعية أو المستوصف مشوارا طويلا ثقيلا يتجنبه الكثيرون الا مضطرين او يؤجلونه الى ساعة متأخرة من الليل ورغم المشاكل التي تمت الاشارة اليها، فان الجابرية تبقى في المناطق التي يفضلها الكثيرون على مناطق اخرى وتظل اسعارها اعلى كذلك، وذلك لاكتمال الخدمات فيها وقربها من مناطق حيوية فهي متداخلة مع حولي وقريبه من العاصمه ومن السالميه ومن المطار وعندما تم بيع مقر الجابريه في القطعه 10 وتم فرزه الى عشرات القسائم لم يجد المستثمرون الذين اشتروها افراد وشركات اي صعوبه في اعاده بيعها في السوق وهو ما يثبت ان الجبريه تخطى باقبال جيد.
السره: حتى بدايه الثمانينات كانت السرة تبدو كانها لا تخظى بالاقبال التي تحظى بالجابريه ولم تكن الخدمات تصل اليها بالسرعه والمعدل نفسها التي تصل الى الجابريه مثل الشوارع والجمعيه والمخفر لذا فان الطلب على قسائم السره حتى تلك الفتره يتم بوتيره اقل نسبيا من الطلب على قسائم الجابريه واسعارها ايضا وكان لوجود بعض المدارس الخاصه تاثير سلبي على معدل الطلب شانها في ذلك شان الجابريه وكانت تعاني ذلك من الاختناق. المروري في بدايه دوام الموظفين ونهايته وحتى ما قبل الغزو العراقي للبلاد كانت السره تحتوي على اراضي فضاء اكثر مما يوجد في الجابريه وما هو يشير الى ان الاقبال عليها كان اقل رغم انخفاض الاسعار عن الجابريه وبعد التحرير ارتفعت وتيره الطلب والبناء من السره وتم عمل مخرج على الدائري الخامس ولكنه وكما يكون عنها سكانها غير كامل فن مخرج لا ينتهي مباشره على الدائري الخامس بل يمتد كشارع فرعى ضيق بمحاذاته.
ممشى السره: تشتهر بمنطقه السره بالممشى وهو الطريق الذي خصص لهواه المشي الذين يمارسون الرياضه حيث تمد زراعته بالاشجار على جانبيه بالاضافه الى الزرع الموجود على جانب الدائري الخامس كما تم تزويده بالعاب الاطفال وملاعب لكره السله والطائره حتى اصبح الذهاب الى الممشى اشبه برحله عائليه حيث تخرج العائله كلها اليه فيمارس الرجل وامراته المشي ويتركان الاولاد في منطقه الالعاب وهي اضافات تلعب دور لابأس به فى إعطاء الأهمية للمنطقة وبالتالي لأسعار العقار فيها.
قرطبه بشكل عام فان قرطبه تتمتع بافضلية نسبيه على كل من السره والجابريه حتى كانها الاجمل بين الشقيقات الثلاثه ومساحه المنطقه تقل عن السره والجابريه والى حد ما فان الاختناق المروري عم تشهده كل من السره والجابريه ولا يوجد فيه الحجم نفسه من الكثافه السكانيه واغلب بيوتها بنيت في فتره زمنيه لاحقا ولكن بشكل عام فانها تظل الاخت الثالثه وتحمل على وجهها الملامح نفسها للاختين الآخرين.
مصدر الأخبار القبس