فكرة إنشاء سرداب في المنازل السكنية شائعة منذ الثمانينات، حيث كانت تعتبر فكرة جديدة وجذابة لكثير من الناس، إذ تُستخدم للتخزين او صالات وغرف إضافية، او للترفيه بان يتم بناء حمامات سباحة.

اليوم مع ارتفاع تكاليف البناء هل يعد إنشاء سرداب حاجة حقيقية للأسر الكويتية أم أنه مجرد ترف وهدر للمال؟

هناك توجه بين بعض الشباب الذين يخططون للبناء بعدم إنشاء سرداب، وذلك بسبب تكلفته المرتفعة ولعدم الحاجة الفعلية له، العديد منهم عاشوا في منازل تحتوي على سرداب، ويرون أنه لا يوجد قيمة مضافة من استخدامه.

ومن هذا المنطلق، استطلعت القبس آراء المختصين، الذين اشاروا الى أن هناك توجهًا متزايدًا بين الشباب الراغبين في البناء لعدم إنشاء السرداب، بسبب تكلفته المرتفعة، حيث يستحوذ على نحو %80 من الحديد المدعوم وفنياً يحتاج إلى تكثيف حديد التسليح وما يقارب %70 من الخرسانة الخلوية المدعومة، كما يتطلب استخدام خرسانة مقاومة للأملاح، وهذه النسب قد تختلف حسب تصميم كل منزل.

واضافوا ان بناء السرداب لا يدخل ضمن نسبة البناء وفق قانون بلدية الكويت الأمر الذي يجعل اتخاذ قرار بنائه مغرياً لبعض الأسر الكويتية.

بداية، قال الخبير العقاري مدير مكتب الدليجان العقاري سليمان الدليجان: الحاجة لبناء السراديب بدأت منذ الثمانينات، وفي الفترة الأخيرة بدأ الناس ببناء السراديب لتلبية احتياجاتهم من دواوين أو حمامات سباحة أو خدمات منزلية مثل غرف إضافية أو حمامات، تتنوع الرغبات والاحتياجات بشكل كبير.

وأوضح الدليجان: من الملاحظ أن 80 إلى %90 من البيوت السكنية الجديدة في التوزيعات الإسكانية تحتوي على سرداب، هذه النسبة تعكس توجه الأسر نحو الاستفادة من المساحات المتاحة بشكل أفضل، مما يعزز قيمة العقار ويزيد من مرونته في تلبية احتياجات السكان.

تكلفة تقريبية

من جانبه، قال الناطق الرسمي باسم لجنة أهالي المطلاع المهندس خالد العتيبي إن تكلفة السرداب تقريبية، حيث ان هناك العديد من الأمور التي تحدد قيمته التنفيذية، مثل مساحته وارتفاعه وعدد الغرف التي يتضمنها والخدمات ونوع التكييف والمواد التشطيبية المستخدمة وقيمة حفر التربة إلى مستوى التأسيس ونوع التربة إذا كانت صلبة أو في حال وجود مياه عند مستوى التأسيس، حيث يتطلب سحبها تكلفة إضافية ومدى الحاجة إلى تدعيم جوانب الحفر ولكن بشكل عام تكلفة السرداب تتراوح بشكل تقريبي من 55 ألفا إلى 65 ألفا.

وأشار إلى أن هناك توجهًا متزايدًا بين الشباب الراغبين في البناء لعدم إنشاء السرداب، بسبب تكلفته المرتفعة، حيث يستحوذ على نحو %80 من الحديد المدعوم وفنياً يحتاج إلى تكثيف حديد التسليح وما يقارب %70 من الخرسانة الخلوية المدعومة، كما يتطلب استخدام خرسانة مقاومة للأملاح، وهذه النسب قد تختلف حسب تصميم كل منزل.

في ما يتعلق بحاجة الأسرة الكويتية للسرداب، قال العتيبي: ⁠لا أعتقد أن الأسر الكويتية بحاجة فعلية للسرداب، وبلا شك هناك من يحتاجه لوجود أحد أفراد الأسرة من ذوي الإعاقة الذين قد يحتاجون للرعاية خاصة يمكن توفيرها مع مزيد من الخصوصية في السرداب.

وتابع: خصوصاً من يحتاجون إلى علاج طبيعي يمكن توفيره بوضع حمام سباحة وغيره من الاحتياجات التي يتيح السرداب إمكانية توفيرها وفق المساحة الممنوحة، خصوصاً أن السرداب لا يدخل ضمن نسبة البناء وفق قانون بلدية الكويت الأمر الذي يجعل اتخاذ قرار بناء السرداب مغرياً للأسر الكويتية.

واضاف: هناك من أنفق مبالغ كبيرة على بناء السرداب، ليظل مهجورًا ويستخدم فقط في المناسبات السنوية، مما قد يجعل من الأفضل استبداله بصالات أفراح أو ديوانيات مصممة بشكل مدروس.

قيمة السرداب ثابتة

من ناحيته، قال مدير عام شركة محمد الصغيّر العقارية محمد الصغير: تختلف تكاليف السرداب بناءً على مساحة العقار وما إذا كان الجيران قد قاموا ببناء سراديب أم لا، حيث تؤثر هذه العوامل على قيمة السرداب، كما أن تكلفة السرداب تكون أقل بكثير في حال عدم وجود مياه أثناء الحفر.

وتابع: تعتمد الحاجة إلى السرداب على ما إذا كان المنزل سكنياً أم مخصصاً للإيجار، عادةً ما يستخدمه الناس لسببين:

1- للاستخدام الشخصي كصالات للضيوف أو مسبح.

2- تحويله إلى مواقف للسيارات إذا كانت الأسرة كبيرة أو بغرض الإيجار.

وأكمل الصغير: تعتبر القيمة الإضافية للسرداب قيمة ثابتة لا تتأثر بسعر العقار في المستقبل، حيث تظل تكلفته ثابتة على مر السنوات، وتضيف قيمة مضافة عند إعادة البيع، حتى وإن كان العقار هداماً، ستظل قيمة السرداب وحفره موجودة مدى الحياة.

وأضاف أنه لأول مرة، تقوم الحكومة بتوزيع أراضٍ على المواطنين من فئة الشباب، مثل التوزيعات في المطلاع، وغالباً ما تتراوح تكلفة السرداب بين 40 إلى 50 ألف دينار، حسب نوع الأرض سواء كانت صخرية أو عادية، لذلك بعض الأشخاص يترددون في بناء السرداب بسبب تكلفته المرتفعة، لذا يفضلون بناء دور ثانٍ بدلاً منه.

هل هناك حاجة فعلية للسرداب؟

أوضح خالد العتيبي انه لا توجد حاجة ماسة للسرداب في السكن ولكن من الممكن استخدامه كمواقف للسيارات في حال كان المنزل على شارع واحد، أو يستخدم لمزيد من الرفاهية مثل حمام السباحة أو للديوانية.

من ناحيته، قال سليمان الدليجان تعتمد الحاجة للسرداب على صاحب المنزل، فإذا كان لديه ديوان وكانت مساحة قسيمته بين 375 و400 متر مربع، فإنه غالباً ما يقوم بإنشاء سرداب.

وأوضح محمد الصغير انه في الوقت الحالي، لا يتجاوز عدد الأبناء في الأسر الكويتية الحديثة أربعة أبناء، مما يجعل الحاجة للسرداب أقل، ومع ذلك، يمكن استخدام السرداب كمرآب للسيارات أو دواوين، في النهاية، يعتمد الأمر على احتياجات كل شخص.

الانتفاع من السرداب تجارياً

قال العتيبي: ان بناء السرداب يُساهم في تعزيز الخصوصية للأسر من خلال توفير مساحة إضافية للدور الأرضي وصالات الاستقبال النسائية، وهناك من استفاد من السرداب كقبو، حيث تم استخدامه كسكن للسائق أو مخزن، أو انتفع منه لترخيص نشاط تجاري من الرخص متناهية الصغر التي تتطلب مدخلا منفصلا عن المنزل.