نهى فتحي
في ظل لهيب حرارة الصيف وتزامنا مع تضخم أسعار العقارات في السوق المحلي بشكل عام، ارتفعت أسعار شاليهات حق الانتفاع بنسب تراوحت ما بين 3 و17 في المئة خلال الصيف الحالي مقارنة مع أسعارها خلال صيف العام الماضي، متأثرة بارتفاع أسعار مختلف القطاعات العقارية الأخرى، وذلك بعد مرورها بفترة استقرار طويلة وتراجع نسبي سابق في طلب الشراء.
وشهدت منطقة الجليعة أعلى نسب نمو في الأسعار ليصل سعر المتر الطولي 24 ألف دينار بعدما كان بحدود 20 ألفا خلال الصيف الماضي أي بنسبة %17، في حين شهدت منطقة بنيدر أقل نسبة لنمو الأسعار، خصوصا أن أسعارها بلغت معدلات مبالغ فيها خلال الفترة الأخيرة، وأصبح المجال لارتفاع السعر بها محدودا، حيث ارتفعت بنسبة 3.5 في المائة فقط ليتراوح سعر المتر فيها بين 25 و29 ألف دينار وهو يعد الأعلى على مستوى مختلف مناطق الشاليهات في السوق المحلي.
وقد شهدت مناطق الضباعية وميناء العبد الله أيضا نمواً ملحوظا بأسعارها بنسبة قدرت بنحو %13 مقارنة بأسعار الصيف الماضي، حيث بلغ سعر المتر الطولي بين 14 و17 ألف دينار، فيما استقرت أسعار منطقة شاليهات الخيران على معدلاتها نفسها التي تتراوح ما بين 13 و15.5 ألف دينار للمتر الطولي، أما منطقتا النويصيب والزور فإن نسب نمو الأسعار فيها كانت بحدود %3.8، وقد تراوحت أسعار شاليهات حق الانتفاع بشكل عام ما بين 120 و400 ألف دينار وذلك للتشطيبات المتوسطة أما أسعار الشاليهات ذات التشطيبات المتميزة والمواقع المرغوبة فتصل إلى نحو المليون دينار في كثير من الأحيان، خصوصا أن هناك من يبالغ في التصاميم والديكورات.
ويؤكد خبراء السوق أن أسعار شاليهات حق الانتفاع بدأت في التحرك والتفاعل مع تضخم الأسعار في السوق المحلي والذي تأثرت به مختلف القطاعات العقارية، ولم تعد مستقرة مثلما كانت خلال الفترة السابقة التي كانت أسعارها لا تشهد أدنى مستوى من النمو خصوصا الفترة ما بعد الأزمة المالية التي عصفت بالشركات والمستثمرين، حيث تراجع الطلب على شراء الشاليهات بشكل ملحوظ وأصبحت الشاليهات في اخر اهتمامات المستثمرين سواء صغار أم كبار، لكن مع بداية موسم الصيف الحالي تغير الجمود الذي شهده سوق الشاليهات وبدأنا نشهد لأسعارها نموا حقيقيا يختلف بحسب الواجهات بحرية إن كانت ضيقة أو فسيحة، وكذلك على حسب المنطقة.
ولفت الخبراء إلى أن هناك مناطق مرغوبة جدا بغض النظر عن مواسم الشراء، حيث تقل فيها العروض لدرجة الندرة ومنها منطقة بنيدر.
وتليها في رغبة الشراء منطقة الجليعة التي أيضا تحظى باهتمام كبير وهناك عوامل عدة تساهم في ارتفاع أسعار الشاليهات ومنها على سبيل المثال أن تكون الأرض مجاورة للبحر لا سيما على الشواطئ الرملية النظيفة، وكذلك قربها من مراكز الخدمات. كما أن الأسعار ترتفع بشكل مبالغ فيه في حال رغب الجار شراء الشاليه المجاور له، حيث يقوم بدفع مبالغ تفوق القيمة السوقية لترغيب البائع.
وترتفع الأسعار كلما اقتربنا من منطقة الزور حيث المياه النظيفة. وبشكل عام تعتبر منطقتا بنيدر والجليعة من أغلى المناطق وهي مفضلة للكثيرين لنظافة شواطئها وتوافر الخدمات فيها. أما بالنسبة للأراضي والشاليهات القريبة من عمل شركات النفط، فان الطلب يكون عليها اقل وأسعارها منخفضة نوعا ما، بالمقارنة مع المناطق الأخرى.
معاناة
وأكد المتعاملون استمرار المعاناة في أغلب مناطق الشاليهات، والتي تعاني إهمالا شديدا، وفوضى معمارية ملحوظة من دون وجود أدنى مستوى من الرقابة. ويذكر هؤلاء ان هناك شاليهات بدائية مطورة من الخشب، ومتهالكة وأخرى مجاورة لها بمنزلة قصور عائمة على المياه. وهناك شاليهات لها واجهات بحرية فسيحة ومريحة على مد النظر، وأخرى بالكاد تطل على البحر. بالإضافة إلى أن هناك بعض المناطق تؤمن عددا من الخدمات الشاملة العصرية، وأخرى تفتقر لأبسط هذه الخدمات.
وكذلك فيما يخص المساحات، اذ يفيد الخبراء بأنها ليست متساوية، فهناك فارق كبير بين مساحة شاليه وآخر قد تصل إلى ضعف المساحة المساحات، إذ يفيد الخبراء بأنها ليست متساوية، فهناك فارق كبير بين مساحة شاليه واخر قد تصل الى ضعف المساحة. كما أن هذه الشاليهات تختلف بمستوياتها والجدير بالذكر أن هناك مطالبات عدة لاعادة تخطيط مناطق الشاليهات ومنحها الاهتمام المناسب وتوفير خدمات متكاملة كونها تعد المتنفس الوحيد أمام المواطن خلال فترة الصيف التى تستمر على مدى 8 أشهر من كل عام.
شاليهات التمليك
أما شاليهات التمليك، وهى تلك التى توفرها مدينة صباح الاحمد البحرية فقد شهدت على مدار الأعوام الثلاث الماضية اهتماما مضاعفا من قبل شريحة من المستثمرين، سواء للاستثمار او الشراء من أجل الانتفاع بها كشالية، حيث شهدت تلك النوعية من الشاليهات ارتفاعا بنسب تتراوح مابين 20و40 فى المئه بشكل سنوى، حيث كان سعر القسيمة 400 متر بحدود 80 ألف دينار قبل 5 سنوات، وقبل عامين وصلت الاسعار الى حدود 250 ألفا، واليوم نرى القسيمة تباع بنحو 420 ألفا.
فى حين يبدأ سعر الشاليه« مطور بدورين، مع حمام سباحه» بحدود نصف مليون دينار فما فوق، وذلك حسب الموقع والمساحة والتصميم.
كما شهدت أسعار أراضى الشاليهات المرحلة الأولى من لآلئ الخيران ارتفاعا ملوحظا، حيث بلغ سعر القسيمة ١٢٠٠ متر مربع بحدود 350 ألفا دينار، بعدما كان سعرها فى السابق بحدود 135 ألفا، وارتفت نسب الاراضى المطورة فى مناطق شاليهات التمليك، بنسب ملحوظه لتصل الى مابين 20% و40% من المساحات المتوفرة، كما شهدت منطقة صباح الاحمد أعمال بنية تحتية متطورة، وهو ماشجع شريحه على البناء، واصبحت تضم مختلف الخدمات التى يحتاج إليها المواطن.
والجدير بالذكر ان هناك عددا من مشاريع الشاليهات المملوكه لشركات عقارية واخرى استثمارية، وهى تحقق ربحية كبيرة، ونرى بعضها يشهد كشوف انتظار المستأجرين. فلماذا لا يتم استغلال عشرات الآلاف من الكيلو مترات المهجورة على امتداد شواطئ الكويت، اذا إن البلاد تمتلك ساحلا طوله 290 كيلو مترا، وإن النسبة المستغله منه للترفيه لا تتعدى 11% فقط. لذلك فإنه يجب على الدولة أن تعمل على استغلال هذه المساحات لتبلى الطلب الكبير الموجود على الشاليهات، ولتحد من الأسعار الخيالية التى وصلت إليها.
مصدر الأخبار القبس