إيمان عطية -
يزيد ضعف الجنيه الإسترليني من جاذبية سوق العقارات في لندن ويجعل منها هدفا رئيسيا للاستثمار العقاري في دول مجلس التعاون الخليجي، وهناك الكثير من البنوك في لندن على استعداد لمساعدة مواطني الخليج على اغتنام هذه الفرصة، بحسب ما نشر موقع شركة PYMNTS العالمية للبيانات والأخبار حول الابتكار في المدفوعات والأنظمة الأساسية التى تدعم الاقتصاد الرقمي.
وفي حين أن مواطني دول مجلس التعاون كانوا يشكلون منذ فترة طويلة حصة جيدة من مالكي العقارات الأجانب في لندن، أدى انخفاض عدد المستثمرين الروس هذا العام إلى جانب القوة النسبية لعملات دول الخليج المرتبطة بالدولار إلى زيادة الاهتمام من قبل المشترين من دول الخليج.
استغلال الفرص
وتستغل البنوك المتخصصة في ربط المنطقة بسوق المملكة المتحدة الفرصة لأنها تلعب دورا رئيسيا في تمكين وتخليص المعاملات للمستثمرين في الخليج الذين يتطلعون إلى زيادة استثماراتهم في العقارات في لندن.
في 15 ديسمبر الماضي، أعلن بنك لندن والشرق الأوسط عن افتتاح مكتب جديد في مايفير خصيصا لخدمة مواطني دول الخليج المهتمين بامتلاك عقارات في المملكة المتحدة.
وكانت وكالة ويذريل العقارية، ومقرها مايفير التي تعتبر واحدة من أغلى أحياء لندن ويمكن أن يتجاوز سعر المنزل الواحد فيها 100 مليون جنيه استرليني، أفادت العام الماضي أن سوق العقارات الفخمة في مايفير يهيمن عليه مشترون من سبع دول فقط وهم قطر والهند والمملكة المتحدة والولايات المتحدة والصين والإمارات والسعودية. وبالاضافة الى بنك لندن والشرق الأوسط، تشمل قائمة البنوك الخليجية الأخرى التي أقامت فرعا لها في المنطقة الغنية لمساعدة أصحاب المليارات الخليجيين على الاستثمار في العقارات الأكثر شهرة في لندن، تشمل بنك قطر الوطني والبنك العربي الوطني وبنك الرياض والبنك السعودي البريطاني (ساب).
مشاريع التطوير
وفي قطاع العقارات التجارية، من المرجح أيضا أن يؤدي ضعف الجنيه الإسترليني الذي يحفز مواطنو الخليج على شراء المنازل في لندن إلى زيادة الاستثمار من قبل صناديق الثروة السيادية في المنطقة. وتعد الصناديق السيادية الخليجية من بين أكبر الممولين لمشاريع التطوير في لندن، والتي تشمل بعض المباني الأكثر شهرة في المدينة.
أطول مبنى في لندن، شارد، على سبيل المثال، تم تمويله في الأصل من قبل مجموعة من المستثمرين القطريين من القطاع الخاص بما في ذلك بنك قطر الوطني، الآن مملوك بنسبة 95٪ من قبل جهاز قطر للاستثمار (QIA).
كما يمتلك جهاز قطر للاستثمار حصة ٪20 في مطار هيثرو بلندن، اضافة الي امتلاكه بالشراكة مع شركة بروكفيلد العقارية الأميركية مجموعة كناري وارف جروب. وتعد الشركة واحدة من أكبر شركات التطوير العقاري في أوروبا وتمتلك عقارات في لندن تبلغ قيمتها عدة مليارات جنيه إسترليني.
الدوحة الصغيرة
كان القطريون الأكثر شراء في السنوات الأخيرة. ففي عام 2016، أفادت تقارير أنهم يمتلكون ما يقرب من ربع مساحة البلدة البالغة 279 فدانا وأكثر من 4300 عقار سكني، مما أدى إلى استخدام مصطلح «الدوحة الصغيرة» لوصف المنطقة الواقعة شمال غربي مايفير.
أسفل الهرم
يتجه المستثمرون الخليجيون إلى أسفل هرم العقارات في لندن، لاقتناص عقارات في نطاقات أسعار منخفضة أيضا. ففي أكتوبر، أفادت شركة العقارات الدولية تشيسترتونز أنها شهدت زيادة بنسبة ٪ 10 في الاستفسارات من مشترين من الشرق الأوسط يتطلعون إلى الشراء في المدينة، حيث كانت العقارات التي تقل قيمتها عن مليون جنيه إسترليني (1.22 مليون دولار) هي الأكثر رواجا. ويأتي هذا كمفاجأة لأنه على الرغم من تعافي الجنيه إلى حد ما بعد أن وصل تقريبا إلى التكافؤ مع سعر الدولار في نهاية سبتمبر، لا يزال سعر الصرف مناسبا للعملات الخليجية المقومة بالدولار.