تحت رعاية صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد، تم افتتاح المبنى الرئيسي ل‍بنك الائتمان في منطقة الشهداء صباح امس بحضور ممثل صاحب السمو وزير المالية عبدالوهاب الرشيد ونائب رئيس مجلس الإدارة ومدير عام بنك الائتمان صلاح المضف وعدد من قيادات البنك وموظفيه ووزير المالية السابق خليفة حماده ووزير الدولة لشؤون الاسكان والتطوير العمراني السابق عبدالله معرفي، وتولى مهمة تعريف الحفل الناطق الرسمي لبنك الائتمان الكويتي حباري الخشتي.

وقال وزير المالية في كلمته خلال الافتتاح: أتشرف اليوم (أمس) بالوقوف أمامكم ممثلا عن صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد بافتتاح مبنى البنك الرئيسي في جنوب السرة، هذه المؤسسة التي شاركت بشكل أساسي ومحوري في بناء الكويت الحديثة، فبنك الائتمان هو الرفيق الأول للمواطن الكويتي في أغلب المراحل والقرارات المصيرية في حياته، فهو أول من يشارك المواطن فرحته في قراره في تكوين الأسرة والزواج وهو أول من يقف إلى جانب هذه الأسرة متى ما قررت الاستقلال في السكن وبناء أو شراء بيت العمر.

وأضاف: أيضا لهذه المؤسسة شرف الرعاية والاهتمام بقضايا المرأة وذوي الاحتياجات الخاصة، وما الرعاية السامية وحضوركم الكريم في هذه المناسبة إلا ترسيخ وتأكيد على أهمية الأدوار التي يؤديها بنك الائتمان.

وتابع الرشيد: لا يخفى عليكم أن تأسيس هذا البنك لم يكن وليدة مصادفة أو آتيا من فراغ بل إنه جاء كحلقة أساسية من حلقات انتقال الكويت من الشكل الحديث للدولة بالتزامن مع الاستقلال والتصديق على الدستور، حيث ضمنت هذه المؤسسة بالتعاون مع المؤسسات الوطنية الأخرى حقوق المواطن الكويتي ووفرت له أقصى ما يمكن أن توفره أي دولة حديثة لمواطنيها من رعاية اجتماعية واهتمام، وهذا بالطبع لم يكن يتحقق إلا بالنوايا الصادقة والجهود المخلصة التي بذلها رجالات الكويت الأفاضل، ولذلك فلابد لنا اليوم أن نعبر لهم خالص تقديرنا واعتزازنا بهذه الإنجازات التي حققوها لهذا الوطن والأجيال القادمة.

وزاد: لا يخفى عليكم التماثل الواضح بين الظروف التي تعيش فيها الكويت اليوم وظروف الفترة التي تأسس فيها بنك الائتمان من ارتفاع الكثافة السكانية والتوسع العمراني مما يشكل تحديا جديدا أمام البنك وكل المؤسسات الخدمية في الدولة، وهذا ما يدفع البنك نحو التوجه إلى تجديد آلياته العملية والإدارية حتى يتمكن من مواجهة هذه التحديات والتغلب عليها لضمان ديمومة تقديم خدمات الإخوة المواطنين والمواطنات دون المساس أو التأخر بتقديمها، ونحن من موقع المسؤولية التي على عاتقنا وبالتعاون مع اخواني واخواتي العاملين في البنك نؤكد لكم التزامنا القاطع بمواصلة العمل والتفاني فيه بنفس النوايا الصادقة والجهود المخلصة التي بذلها رجالات الكويت الأوائل في مرحلة تأسيس بنك الائتمان لنكون مصداقا للقول «خير خلف لخير سلف»، آملين من الله أن يوفقنا لما فيه الخير والرفعة للكويت وشعبها.

وعلى هامش الافتتاح، زفَّ وزير المالية عبدالوهاب الرشيد البشرى لأهالي مدينة المطلاع وخيطان الجنوبي، قائلا «سنفرح قريبا بصرف اذونات البناء للاهالي»، وأكد على ان هناك حلولا مستدامة يتم العمل عليها بشأن استمرار تمويل القروض العقارية للمواطنين بنظام «أرض وقرض» المعمول به حاليا.

وأضاف: هذه الحلول تحتاج الى تعاون السلطتين التشريعية والتنفيذية لأن الاستدامة تحتاج لبيئة تشريعية وحلول فنية، ونطمئن الجميع بأن الحلول الفنية موجودة، إلا انها تحتاج هدوءا ودراسة متأنيه تضمن تحقيق الاستدامة، خاصة ان الوضع الحالي في ظل تقلبات أسعار النفط وزيادة الطلبات الاسكانية يحتاج الى تعديل لضمان الاستدامة، مشيرا إلى أن الأساس هو تحرير الأراضي وعمل دراسة وتصور المطور العقاري بما يحقق الاستدامة.

وحول ما يثار بشأن قضية المتقاعدين، قال الرشيد إن هناك حلا متوافقا عليه بين الحكومة ومجلس الأمة لإنصاف الإخوة المتقاعدين ويحقق كل ما يريدونه ويحقق كذلك العدالة للمؤمن عليهم ولا يوجد ما يدعو للقلق وكل الأمور لها حلول.

مقاييس عالمية

من جهته، قال نائب رئيس مجلس الادارة ومدير عام بنك الائتمان صلاح المضف: تم افتتاح المبنى الرئيسي لبنك الائتمان وفقا للمقاييس العالمية، حيث انه مبنى ذكي صمم لأحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا لتسهيل عمليات الاتصال وإدارة المباني وتسهيل تعامل مستخدمي المبنى للخدمات المتاحة، علاوة على كونه مبنى متطورا تقنيا وصديقا للبيئة وذو كفاءة عالية في توفير الطاقة والمصاريف التشغيلية.

وأضاف: البنك صرح اقتصادي اجتماعي كبير له بصماته الجلية وإسهاماته البارزة في بناء اقتصاد الوطن والنهوض به في صعيد تسهيل التمويل للمواطنين وتوفير السيولة الكافية التي تمكنهم من العيش الكريم.

وتابــــع: المتغيـــرات واحتياجات المواطنين متغيرة وسريعة، فإننا في بنك الائتمان نسعى إلى تغيير آلية العمل التي تتناسب مع الواقع لتحقيق الأهداف والاستدامة في العطاء والعمل لاستخراج مصادر دخل متعددة للبنك وصولا إلى مرحلة الاعتماد الذاتي لتفادي إرهاق الميزانية العامة للدولة ويكفل الاستمرار، فالمتغيرات المحلية المتمثلة في الكثافة السكانية تجبرنا على تغيير سياسة العمل لضمان عدم الدخول في أزمات مستقبلية.

وزاد: نحن في بنك الائتمان نهدف في المرحلة المقبلة الى الوصول إلى المفهوم الشامل للائتمان تغطية لجميع الجوانب التي يحتاج إليها المواطن والأهم من ذلك أن نحقق هذه الشمولية بالمفهوم الائتماني بشكل مستدام نضمن فيه استمرارية العطاء المرتبط بنظام متكامل يواكب متطلبات الأجيال القادمة ولا يختصر على مدة زمنية، إن هذا الصرح الكبير كغيره من مكونات اقتصادنا مازال أمامه الكثير من التحديات التي يجب التصدي لها ليستمر العطاء وتستمر المسيرة نحو تحقيق أهدافنا في الوصول إلى اقتصاد مستقر متين يعود بالخير على وطننا وأبنائنا، ونحن على يقين بأن مؤسساتنا الوطنية أهل للتعامل مع هذه التحديات وتحقيق الأهداف المرجوة في ظل القيادة الحكيمة لصاحب السمو وسمو ولي عهده الأمين.

وفي تصريح على هامش الافتتاح، قال المضف ان البنك جاهز لاستقبال المواطنين من اهالي مدينة المطلاع بالنسبة للضواحي الاربع المنجزة واهالي خيطان الجنوبي في شهر ابريل المقبل بشأن تمويلهم بالقروض العقارية لبناء قسائمهم.

وحول قانون التمويل العقاري (الرهن العقاري)، قال المضف ان هذا القانون تم إعداده بشكل غير رسمي بعد دراسة مستفيضة مع شركة عالمية وهي شركة «ماكنزي» المتخصصة في هذا المجال، وانتهت الدراسة بثلاث ركائز اساسية لحل ملف القضية الاسكانية تتمثل بتحرير الاراضي ـ وجود مطور عقاري ـ الرهن العقاري، اي ان آخرها كان الرهن العقاري لتحقيق الحلول الناجحة للقضية الاسكانية، وتم اعداد قانون بهذا الشأن وتم اعتماده من مجلس الوزراء ورفع بمرسوم الى مجلس الأمة ونحن بانتظار مناقشته واقراره.