تفاصيل الأخبار

صورة المشاريع الترفيهية.. بانتظار الدعم الحكومي
15/10/2022

المشاريع الترفيهية.. بانتظار الدعم الحكومي

لا شك أن القطاع السياحي والترفيهي أحد أهم القطاعات التي تعوّل عليها الدول في تنمية اقتصادها المحلي وتنويعه، بل يعتبر ركيزة أساسية لاقتصاديات بعض الدول، كيف لا وهو مصدر للعملات الأجنبية ومشغل كبير للعمالة الوطنية. أما في الكويت فالمشهد الترفيهي شبه غائب لأسباب كثيرة، فلا استراتيجية حقيقية حتى اللحظة تحاكي التجارب الناجحة للدول الجوار التي سبقتنا في هذا المجال وقطعت أشواطاً مهمة في تطوير مقاصدها السياحية.

قال خبراء في مجال السياحة والترفيه في تصريحات متفرقة لـ القبس إن القطاع السياحي في الكويت يعاني شحاً بالمرافق الترفيهية، بسبب عدم وجود كيان مستقل ينظمه، فضلاً عن غياب المقومات والسبل التي من شأنها إنعاش هذا القطاع الحيوي، والتي من أهمها فتح باب التأشيرات العائلية والسياحية أمام الزائرين من الخارج.

وأشار الخبراء إلى عدة تحديات تواجه المستثمرين لإقامة المشاريع الترفيهية، منها على سبيل المثال شح الأراضي وارتفاع أسعارها بشكل غير مبرر، إلى جانب قلة الأيدي العاملة المختصة في صيانة المعدات وأجهزة الألعاب وارتفاع أجرتها إن وجدت، ومع هذه التكاليف الباهظة قد لا يستطيع المستثمر الوصول الى نقطة التعادل بين الأرباح وتغطية مصاريف التشغيل إلا بعد 5 سنوات تقريباً من تأسيس المشروع، وتلك المعوقات لا بد أن يقابلها دعم حكومي لبناء اقتصاد سياحي يعزز من الناتج المحلي.

أكدت المديرة العامة لشركة ليدرز جروب للاستشارات والتطوير والوكيل المساعد لقطاع السياحة السابقة نبيلة العنجري أنه لا يوجد عائق حيوي يمنع بناء المشاريع الترفيهية في الكويت، في حين أن المانع الحقيقي يتمثل بغياب القرارات والبرامج الحكومية الجدية في هذا الشأن، خصوصاً بعد أن تم توقيف بعض المشاريع وتركها لفترة طويلة إلى أن أصبحت مرافق مهملة آيلة للسقوط.

وأوضحت أنه عندما نتحدث عن مشاريع سياحية أو ترفيهية لابد من معرفة أنها ليست مجرد مبان تبنى، بل هي منظومة اقتصادية شاملة وعمل استراتيجي وخطة واضحة المعالم، فلكي نبدأ في مثل هذا العمل علينا أولا أن نحدد أي سوق نستهدفه من تلك المشاريع، هل السوق المحلي أم الخليجي أم العالمي أو العربي، ثانياً ما هو التنظيم الموجود أو هيكل قطاع السياحة الذي سيشرف على تلك المشاريع، فلا بد من وجود جهة مختصة بذلك.

وشددت العنجري على ضرورة أن يكون هناك قانون للسياحة ونظام معلومات مع دراسة الأثر الاقتصادي لذلك، فضلاً عن معرفة الفئة والشرائح المستهدفة هل هم الشباب أم العائلة أم الأطفال، وما المردود منها وما الاستفادة التي ستعم على الدولة أيضا، وما هي آلية استلام الأراضي من الدولة لإقامة تلك المشاريع عليها، كذلك لابد من دراسة الأثر الاجتماعي للسياحة والقضايا البيئية وتطوير الشباب الكويتي وتدريبهم وتعليمهم كيفية إدارة هذا النوع من المشاريع، وأن تكون هناك كليات وجامعات تخرج الشباب لهذه المهام.

ولفتت العنجري إلى أنه من المهم جداً توفير الاحصائيات وقاعدة البيانات والمعلومات، بالمواقع السياحية الموجودة في الكويت لبناء خطة تسويقية عميقة واضحة المعالم عليها، مؤكدة أن القطاع الترفيهي يعتبر مظلة سياحية متكاملة ومنظومة اقتصادية واجتماعية وثقافية.

كيان مستقل

ومن جانبه، تساءل الخبير والناشط السياحي مبارك أبو حديدة عن الكيان الذي يقود المشهد السياحي والترفيهي في الكويت؟ مشيراً إلى أن البلاد تعيش حالة من التخبط في تشابك التخصصات في الجهات الحكومية وشبة الحكومية.

مؤكداً أنه لكي يتحقق النهوض بالقطاع السياحي، لا بد أولاً من تصنيف القطاع كنشاط اقتصادي صناعي في الكويت، وتأسيس كيان مستقل من المختصين وذوي الخبرة في المجال الترفيهي والسياحي.

ورأى أبو حديدة أن القطاع الخاص ضائع بين التخبط الحكومي والدورة المستندية المعقدة، موضحاً أنه في حال استمرار هذا الوضع فستكون النتيجة حتمياً هروب المستثمر المحلي والأجنبي نحو الاستثمار خارج البلاد

تكاليف باهظة

بدوره، أكد نائب الرئيس التتنفيذي في شركة أجيال العقارية الترفيهية، عبدالوهاب العريفان، أن العملية التشغيلية للمشاريع الترفيهية تتطلب توفير عدد كبير من العمالة وفرق لصيانة المعدات والأجهزة والألعاب وهذا ما تفتقره مشاريع الكويت، إلى جانب عائق آخر متمثل في ارتفاع أسعار الأراضي بشكل كبير وغير مبرر لإقامة المشاريع، بالتالي فإن المستثمر يحتاج إلى رأس مال عال لبدء مشروعه الترفيهي، ومع التكاليف التشغيلية العالية قد لا يستطيع هذا المستثمر الوصول الى نقطة التعادل بين الأرباح وتغطية مصاريف التشغيل إلا بعد 5 سنوات تقريباً من تأسيس المشروع.

وقال العريفان إن أرباح المشاريع الترفيهية لا تعتمد فقط على تشغيل الألعاب، بل من المرافق المحيطة بها أيضا كالمطاعم والمقاهي وغيرها، ولكي نصل الى مرحلة تحقيق الأرباح، هناك حاجة للدعم الحكومي وتوفير التسهيلات المناسبة لمساعدة مثل هذه المشاريع على الاستمرار وتحقيق الهدف منها، وهذا الدعم يجب ان يستمر لمدة لا تقل عن عامين أو ثلاثة أعوام لتغطية، على الأقل، مصاريف التشغيل إلى أن يبدأ المشروع في تحقيق الأرباح، سواء كان الدعم مادياً من خلال الشراكة بين القطاعين العام والخاص، أو من خلال تقديم التسهيلات المناسبة للاجراءات الحكومية المطلوبة لتأسيس أي مشروع ترفيهي، فضلاً عن تقديم الدعم اللوجستي وتوفير الأراضي وفتح باب التأشيرات لجلب العمالة اللازمة لتشغيل هذا النوع من المشاريع.

ضعف الموازنة

أوضح الرئيس التنفيذي لشركة طفل المستقبل الترفيهية العقارية، فيصل الحوطي، أن أزمة كورونا أثرت على المشاريع الترفيهية، حيث قللت الدولة الصرف على هذا القطاع الحيوي، مشيراً إلى أن طبيعة المناخ الحار في الكويت معظم العام يحتم على السلطات التركيز بشكل أكبر على المشاريع الترفيهية الداخلية التي تخدم المواطنين والمقيمين بشكل رئيسي وتحرك الاقتصاد المحلي.

وشدد على ضرورة أن توفر الدولة الأراضي اللازمة لإقامة تلك المشاريع الداخلية، لافتاً إلى أن القطاع الخاص قادر على تنفيذ مشاريع متوسطة الحجم وليست كبيرة، لأن الكويت مختلفة عن الدول السياحية الأخرى كالإمارات (دبي) والسعودية اللتين تعتمدان على السياح الأجانب، وهو عكس الوضع الحالي في الكويت والمعتمد بشكل أساسي على المواطنين والمقيمين، بالتالي فإن البلاد غير مهيأة لإقامة مشاريع كبيرة.

في الوقت ذاته، أكد الحوطي على ضرورة فتح باب التأشيرات لاستقطاب السائحين من خارج الكويت كما فعلت الدول المجاورة، لأن الاعتماد على السياحة الداخلية فقط لن يكون مجزيا ولن يحقق العائد المنتظر منه.

5 معوقات لإقامة المشاريع الترفيهية

1 - ضعف الميزانية المالية المفترض تخصيصها لإقامة المشاريع.

2 - طبيعة المناخ الحار في الكويت، معظم العام، يحتم التركيز على المشاريع الترفيهية الداخلية.

3 - عدد سكان الكويت قليل، فهو غير كاف لإقامة مشاريع ترفيهية كبيرة.

4 - شح العمالة اللازمة لتشغيل تلك المشاريع.

5 - عدم توفر السيولة وشح الاراضي بالمساحات المطلوبة.

 

9 طرق لإنعاش القطاع السياحي

• تولي القطاع الخاص زمام الأمور التشغيلية للمشاريع الترفيهية بمختلف أحجامها

• فتح باب التأشيرات لزيادة أعداد رواد تلك المشاريع والسائحين من الخارج

• توفير الأراضي والمواقع اللازمة لإقامة المشاريع

• الابتكار والبحث عن أفكار جديدة للمشاريع الترفيهية

• فتح باب التراخيص وتوفير البنية التحتية وتذليل كل العقبات من قبل الجهات المختصة

• تقديم خدمات تمويلية للأنشطة والمشاريع الترفيهية

• تركيز حكومي لتطوير المنظومة السياحية والترفيهية وخلق وزارة متخصصة بالشؤون السياحية

• الحرص على بناء برامج سياحية وترفيهية

• توفير الإحصائيات وقاعدة البيانات والمعلومات بالأماكن السياحية الموجودة في الكويت لبناء خطة تسويقية عليها داخلياً وخارجياً

 

أكبر ارشيف عقاري