محمد عواضة - 

غيّرت التكنولوجيا الذكية منازل المملكة المتحدة بطرق لم نكن نحلم بها قبل عقد من الزمان. ومع المضي قدماً سيكون مستقبل البيوت، بلا شك، أكثر اخضراراً.

يعد جعل المنازل أكثر خضرة جزءاً مهماً لمساعدة المملكة المتحدة للوصول إلى صافي انبعاثات صفر كربون بحلول عام 2050، حينها سيحتاج البائعون للعقار إلى شهادة أداء الطاقة EPC لممتلكاته قبل البيع، وهي عبارة عن مستند يتضمن معلومات عن الحد الأدنى لمتطلبات الطاقة وتصنيف استهلاك الطاقة وخصائص العزل وكفاءة أنظمة التدفئة والتبريد في البيت أو المبنى.

وحسب شركة رايت موف العقارية، سيحصل المنزل الذي سيسجل مستويات عالية في كفاءة الطاقة على فواتير أرخص، وهذا بدوره سيؤدي إلى زيادة في سعر الطلب على تلك المنازل. وبالتطلع إلى المستقبل، من الممكن أن يُعرض على أولئك الذين يمتلكون عقارات عالية التصنيف أفضل معدلات الرهن العقاري.

وتقول «رايت موف»: كان هناك الكثير من الجدل حول ما يمكن أن يحدث خلال الأعوام المقبلة للمنازل ذات كفاءة الطاقة الضعيفة، ولن يكون من المفاجئ إذا رأينا في غضون 10 سنوات أن مالكي المنازل ذات أدنى تقييمات EPC يفقدون الحصول على أفضل معدلات الرهن العقاري.

الميزات الخضراء

يؤكد الموقع أن المشترون في المستقبل سيكونون أكثر وعياً بميزات المنزل من ناحية كفاءته في استخدام الطاقة، وسيهتمون كثيراً بالميزات التي يتم تثبيتها في المنازل الحديثة البناء، مثل الألواح الكهروضوئية، والتهوية الميكانيكية مع استرداد الحرارة، وشواحن المركبات الكهربائية، وتقليل استخدام المياه، ومضخات حرارية.. إلخ، متوقعاً أن يكون هذا التغيير تدريجياً وليس سريعاً، قبل الانتقال إلى منزل أكثر استدامة.

في المقابل، يمكن للبائعين جني ثمار دخولهم مبكراً لإجراء تحسينات متعلقة بالاستدامة في القطاع العقاري، طالما أنهم يقومون بالتحسينات الصحيحة. وفي حال لم يتم إجراء هذه التغييرات، فقد ينتهي بهم الأمر إلى التفكير في التخفيضات على سعر العقار إذا كانت الميزات الخضراء لا تتوافق مع توقعات المشتري.

ارتفاع قيمة المنزل

حسب «رايت موف»، قد يؤدي تحسين تصنيف EPC للمنزل في المملكة المتحدة إلى ارتفاع قيمته بنسبة %16، بعد أن يدخل عليه تغيرات بيئية مهمة، مثل التوفير في فواتير الطاقة والمياه، والاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة الطبيعية، وهذا يفتح المزيد من الأسئلة حول أفضل الأنظمة التي يجب أن يقوم الناس بتثبيتها لتأمين منازلهم في المستقبل.

يذكر أن بناء عقار أو منزل ذا مواصفات صديقة للبيئة لا يعود بالنفع فقط على البيئة، إنما سيعود بالفائدة الكبيرة على اقتصاد الدول أيضاً. فقد أكدت بعض الأبحاث في مجال البيئة أن المنازل التي تستخدم التكنولوجيا الخضراء ستمنح الدول اقتصاداً قوياً على المدى الطويل، لأنها ستوفر الكثير من الأموال التي تنفقها للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري، والبحث عن بدائل للموارد الطبيعية غير المتجددة.