بإمكانك أن تشتري عمارة سكنية مؤجرة لتدر عليك دخلا لسنوات وبإمكانك أن تشتري أرضا في وسط العاصمة وتتركها مهجورة حتى يرتفع سعرها ثم تعيد بيعها، هذا النوع من الاستثمارات هو النوع السهل المريح الذي لا يتطلب جهدا كبيرا ولا مغامرات ويعتمد على التضخم الطبيعي والنمو المتوقع في أسعار العقار بالإضافة إلى بقاء قوة سوق الإيجارات وتتسم شخصية المستثمرين فيه بالمحافظة والهدوء وحب الأنماط التقليدية في الاستثمار، فهذه الاستثمارات لا تتطلب جهدا كبيرا ولا متابعة متواصلة وفي أغلب الأحيان نجدها رابحة عبر الزمن بمعدلات جيدة ومقبولة من قبل المستثمر. إلا أن هناك نوعا اخر من الاستثمارات العقارية وهو يعتمد بشكل كبير على مبادرة المستثمر وبعد نظره وسرعة تحركه ووضوح خطته ودراسته لخياراته بشكل جيد. فهذا النوع من المستثمرين مبدع بطبيعته ويستهدف أن يذهب بعيدا في استثماراته العقارية ويسعى لأن يضاعف إيراداته ومردوده الاستثماري من العقار في فترات زمنية أسرع عبر إجراء مجموعة من التعديلات التي من شأنها خلق قيمة مضافة في العقار سواء بطبيعة استخدام العقار أو مساحاته التشغيلية أو غيرها. وتسمى هذه الاستثمارات باستثمارات القيمة المضافة Value Added Investments وهي من أكثر فنون الاستثمار العقاري إبداعا وأكثرها تعقيدا وأعلاها عوائد. يسعى المستثمرون في استثمارات القيمة المضافة للاستحواذ على عقارات قابلة للتغيير في شكلها أو مساحتها أو تشغيلها بما يسمح لرفع قيمتها أو العائد على تأجيرها كأن تشتري أرضا كبيرة وتقسمها إلى أراض صغيرة وتعيد بيعها وتحقيق ربح فوري منها ويمكنك أيضا قبل بيعها أن تقدم قيمة إضافية للأرض ببناء البنية التحتية من كهرباء وماء ومجار وغيرها وإيصالها بخدمات الحكومة ثم بيعها، كما يمكن إضافة قيمة أعلى ببناء تلك الأراضي وبيعها، بل ان بعض المستثمرين يذهبون إلى أبعد من ذلك في بعض الحالات عبر تأجير العقار وبيعه بعوائد شهرية للباحثين عن الاستثمارات المدرة للدخل، وفي كل خطوة من الخطوات السابقة يكون المستثمر أضاف قيمة إلى العقار تسمح له بتحقيق أرباح، الأمثلة كثيرة وتزداد تعقيدا وفقا لقدرات وخبرات المستثمر ورغبته في المضي أكثر في فنونها ويتطلب الموضوع خبرة ومهارة كبيرتين. وبالإضافة إلى المثال السابق فان هناك مهارات أخرى تنتشر في قطاعات القيمة المضافة، ومنها على سبيل المثال:
الترميم
• استثمارات الترميم وهي استثمارات تهتم بشراء عقارات قديمة بهدف ترميمها سواء من الداخل أو الخارج ثم بيعها بحالة محسنة.
• التقسيم ويقوم هذا النشاط على إعادة هيكلة المساحات ضمن العقار بهدف رفع نسبة الاستفادة من المساحة وزيادة فاعلية التأجير، ومنها على سبيل المثال إعادة هيكلة المباني التي تحتوي على شقق كبيرة إلى شقق صغيرة أو تقسيم الأراضي الكبيرة إلى أراض صغيرة.
الإضافة
• اعمال الإضافة وتسعى إلى بناء طوابق جديدة فوق المبنى القائم إن سمح الهيكل الخرساني بتحمل الإضافات المقترحة كما يمكن أن تكون الإضافة عبر البناء في المساحات الخالية كالفناء الخلفي أو الحوش أو فوق الملحق، وتسعى أعمال الإضافة إلى زيادة المساحات المبنية في العقار وبالتالي رفع مستويات الدخل.
الهدم
• الهدم، ويقوم المستثمرون في أنشطة الهدم على الاستحواذ على مبان قديمة وإعادة بنائها بمساحات وارتفاعات ذات فاعلية أكبر تساهم في زيادة قيمة العقار.
تغيير النشاط
• تغيير النشاط، وهي الأنشطة الاستثمارية التي تستهدف شراء عقارات بهدف تغيير ترخيص أنشطتها من قبل الدولة إلى رخصة ذات قيمة أعلى كشراء الأراضي الزراعية بهدف تحويل نشاطها إلى سكني. أو شراء المباني السكنية بهدف تحويلها إلى مبان متخصصة في السكن الطلابي أو شراء المباني الإدارية وتحويلها إلى سكنية. وهذة الأنشطة دائما ما تكون خاضعه لأنظمة البلد وقوانينه، لذلك يجب الانتباه قبل التخطيط لها والاستثمار فيها.
***
وقد نشطت في وسط لندن في السنوات الأخيرة استثمارات القيمة المضافة، وتتمثل في الاستحواذ على مبان قديمة تستخدم كمكاتب إدارية وإعادة ترميمها وتقسيمها إلى مساحات أصغر لتعظيم الفائدة التجارية من المساحات وتغيير ترخيصها إلى سكنية لارتفاع عوائد إيجارات القطاع السكني عن القطاع المكتبي وإضافة طوابق اخرى لها لإضافة مداخيل إضافية من مساحات لم تكن مستخدمة. وقد نجد بعض التجار الكويتيين دخلوا في هذا السوق وأبدعوا كثيرا ونجحوا فيه.
***
الخاتمة:
استثمارات القيمة المضافة تطور من مستويات العوائد والدخل في العقار، إلا أنها تتطلب إلماما كبيرا في الشؤون الهندسية وأنظمة وقوانين البناء وتشريعات الدولة، كما يجب أن يتحلى المستثمر فيها بحسن اقتناص الفرص وبعلاقات جيدة في بعض البنوك ان استلزم الأمر وتفرغ ذهني وزمني لمتابعة شؤون هذا الاستثمار.
مصدر الأخبار القبس