محمد عواضة -
شهدت العقارات المؤجرة في المملكة المتحدة ارتفاعاً في الأسعار بمعدل ضعف وتيرة الأجور في العام الماضي، مع عدم وجود أي مؤشر على أن السوق الملتهب سيتباطأ قريباً.
وارتفعت تكلفة عقود الإيجار الجديدة بنسبة %12.1 في 12 شهراً حتى أكتوبر الماضي، وفقاً لتقرير صادر عن شركة Zoopla العقارية، مقارنة بنمو سنوي في الرواتب بلغت نسبته %6 فقط خلال الربع الثالث من عام 2022.
معاناة مستقبلية
ونقلت صحيفة «ذا بيزنس تايمز» عن شركة Zoopla أن الإيجارات في لندن تستحوذ على نحو %48.4 من متوسط الأجور بعد أن وصلت إلى 1879 جنيهاً إسترلينياً (ما يعادل 3111 دولاراً).
وأضافت أن المستأجرين الذين يقيمون في العقار نفسه واجهوا ارتفاعات طفيفة في الأسعار بمتوسط زيادة %3.8 على مدار العام، فيما لا يزال، بالنسبة لأولئك الذين ينتقلون من منزلهم، في انتظارهم المزيد من المعاناة في المستقبل.
وأشارت إلى أن الطلب على الإيجارات في الوقت الحالي زاد بنسبة %46 مقارنة بمتوسط السنوات الخمس الماضية. في المقابل، فإن عدد المنازل المؤجرة بالكاد ارتفع منذ عام 2015.
كما تسببت معدلات الرهن العقاري، التي ارتفعت إلى أعلى مستوياتها في 14 عاماً، في زيادة التكاليف بالنسبة للعديد من الملاك، وأثنت الآخرين عن تأجير العقارات.
نقص المعروض
قال المدير التنفيذي لـ«Zoopla» ريتشارد دونيل إن النقص المزمن في العرض هو السبب وراء النمو السريع في الإيجارات، والتي لا يمكن للمستأجرين في البلاد تحملها بشكل متزايد في المستقبل.
وأضاف: إذا ارتفعت الإيجارات بالوتيرة نفسها خلال العام المقبل، فسيحتاج المستأجرون إلى تسليم %37 من رواتبهم إلى أصحاب العقارات، متوقعاً أن ترتفع الإيجارات بنحو %5.
تأثير ضار على الملاك
قال المدير الإداري لمجموعة «ليدرز رومانس غروب» في المملكة المتحدة مايكل كوك: سيصل سوق الإيجار إلى نقطة تحول، بحيث لن يكون في متناول الجميع، والتأثير الضار في ذلك سينعكس بشكل سلبي على ملاك العقارات الذين لن يستطيعوا تسلم المدفوعات الشهرية لأملاكهم من المستأجرين، مما سيؤثر في قدرتهم على دفع قروضهم العقارية.