بينما كثَّفت وزارة الداخلية الحملات الأمنية لضبط المخالفين في منطقة جليب الشيوخ، بإشراف مباشر من النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، الشيخ فهد اليوسف، أصبحت المنطقة قاب قوسين أو أدنى من حلول عاجلة لمشكلاتها المتراكمة على مدى سنوات.

وبناء على تكليف من مجلس الوزراء، تقدمت «البلدية» بمقترحات وخطة متكاملة لمعالجة الأوضاع القائمة، بمنطقة جليب الشيوخ، أبرزها استملاك 6 قطع لحل المشاكل المزمنة وإعادة تخطيطها عمرانياً وتطوير بنيتها التحتية المتآكلة.

وبعد اطلاعه على عرض مرئي قدمه وزير الدولة لشؤون البلدية وزير الدولة لشؤون الإسكان، عبداللطيف المشاري، حول أوضاع الجليب، كلّف مجلس الوزراء، بلدية الكويت، التنسيق مع وزارتي العدل والأشغال، والهيئة العامة للقوى العاملة اتخاذ الإجراءات العاجلة لمعالجة التحديات القائمة في المنطقة.

وأبلغ مصدر مسؤول القبس أن تقرير الجهاز التنفيذي في «البلدية» أوضح أن المنطقة تحتوي على 5 قطاعات رئيسية، وتبلغ مساحتها الإجمالية نحو 8.28 كيلومترات مربعة، ويقدرعدد سكانها بنحو 277 ألف نسمة، «وفق إحصائية هيئة المعلومات المدنية لعام 2024»، لكن «العشوائية» هي العنوان الأبرز فيها.

وبيّن التقرير أن 10 مناطق ومرافق حيوية متأثرة سلبياً بأوضاع الجليب ومشكلاتها المتراكمة منها «جامعة الكويت، واستاد جابر الأحمد الدولي، ومطار الكويت الدولي، وكليات التعليم التطبيقي، إضافة إلى التأثرات السلبية الممتدة إلى مناطق أشبيلية، العارضية، عبدالله المبارك، الفروانية، الضجيج، والعارضية الحرفية والصناعية»

وأكد أن المنطقة تشهد العديد من المشاكل بسبب تهالك البنية التحتية وعدم استيعابها الكم الهائل من القاطنين فيها من العمالة الوافدة، ورغم أن بعضاً من القطع مخصصة لاستعمالها سكناً نموذجياً خاصاً، لكنها تحولت إلى سكن للعمال والعزاب، ومصانع ومحال تجارية وحرفية وغذائية غير مرخصة.

ورأى أن تأخر الحلول أدى إلى نشوء تجمعات سكنية غير منظمة وغير صحية، ومع الوقت تفاقمت المشكلات لتتحول الجليب إلى بؤرة سكانية عالية الكثافة، انتشرت بها العديد من الممارسات السلبية.

ولفت إلى أن المنطقة نموذج واضح للخلل في التركيبة السكانية والبنية التحتية المتهالكة.

وتقدمت «البلدية» بمقترحين، الأول في حالة الإبقاء على الوضع الحالي للمنطقة، فالأمر يتطلب إيجاد الحلول لمعالجة الخلل في التركيبة السكانية، وتحديث وتطوير شبكة البنية التحتية، والاستفادة من القطعتين 19 و20 في توفير الرعاية السكنية، «وهما القطعتان اللتان تم استملاكهما سابقاً ولم يقرر استعمال محدد لهما حتى تاريخه».

وجاء في المقترح الآخر «أنه في حالة التطوير الجذري للمنطقة يجب استملاك القطع أرقام 1، 2، 3، 4، 13، 21 والتعويض العيني وفقاً لقانون نزع ملكية العقارات الصادر بها صيغ الاستملاك».

ونوه التقرير بجهود وزارة الداخلية والجهات الأخرى المعنية التي أسفرت عن رصد 568 عقاراً مخالفاً في المنطقة أخيراً وتم قطع الكهرباء والماء عنها، واتخاذ الإجراءات القانونية بحق أصحابها. 

وفيما يلي التفاصيل: 

كلّف مجلس الوزراء، بعد اطلاعه على العرض المرئي المقدم من وزير الدولة لشؤون البلدية عبداللطيف المشاري، بشأن معالجة الأوضاع القائمة بمنطقة جليب الشيوخ، بلدية الكويت، بالتنسيق مع كل من وزارة العدل، وزارة الأشغال العامة، والهيئة العامة للقوى العاملة لاتخاذ الإجراءات اللازمة لمعالجة التحديات القائمة في منطقة جليب الشيوخ.

5 قطاعات رئيسية

وكشف مصدر مطلع لـ القبس، أن تقرير الجهاز التنفيذي في البلدية بشأن الأوضاع في منطقة جليب الشيوخ، أشار إلى أن المنطقة تحتوي على 5 قطاعات رئيسية، وتبلغ مساحتها الإجمالية 8.28 كيلومترات مربعة تقريباً، ويقدرعدد سكانها 277178 نسمة، وفق إحصائية الهيئة العامة للمعلومات المدنية لسنة 2024.

وبيّن التقرير أن المنطقة تشتمل، إلى جانب القسائم السكنية، على العديد من المباني الحكومية والخدمية وتقع ضمن موقع إستراتيجي وسط المنطقة الحضرية، بالإضافة إلى وجود العديد من المشاريع المهمة المحيطة بها (جامعة الكويت – استاد جابر الأحمد الدولي – مطار الكويت الدولي – كليات التعليم التطبيقي)، مما استوجب الاهتمام بجميع الجهات حولها من خلال دراسة المنطقة.

تهالك البنية التحتية

وأكد أن المنطقة تشهد العديد من المشاكل بسبب تهالك البنية التحتية وعدم استيعابها الكم الهائل من القاطنين فيها من العمالة الوافدة، فعلى الرغم من أن بعضا من القطع بالمنطقة مخصصة لاستعمالها كسكن نموذجي خاص، إلا أنه مع مرور الوقت قد تحولت إلى سكن للعمال والعزاب، ومصانع ومحال تجارية وحرفية وغذائية غير مرخصة.

وكشف التقرير ان المنطقة تعاني في الوضع الراهن من العديد من المشاكل المزمنة ذات العلاقة، سواء على صعيد التخطيط العمراني، التركيبة السكانية، الحركة المرورية والطرق أو الخدمات والبنية التحتية، مما قد يؤثر بالسلب في العديد من المناطق المجاورة المتمثلة في المناطق السكنية (أشبيلية – العارضية – عبد الله المبارك)، والمناطق التجارية (الفروانية – الضجيج – العارضية الحرفية والصناعية، بالإضافة إلى مطار الكويت الدولي والذي يعتبر واجهة لدولة الكويت، ومدينة صباح السالم الجامعية، وملعب استاد جابر الاحمد الدولي).

بؤر عالية الكثافة

ورأى أن غياب توافر وحدات سكنية ملائمة أدى إلى نشوء تجمعات سكنية غير منظمة وغير صحية، ومع الوقت تفاقمت المشكلة لتتحول العديد من المناطق السكنية إلى بؤر سكانية عالية الكثافة انتشرت بها العديد من الممارسات السلبية التي يصعب السيطرة عليها والتي يمكن تلخيصها في النقاط التالية:

• التكدس السكاني بالمنطقة واختلال التوازن بالتركيبة السكانية بها.

• سوء حالة المرافق العامة والخدمات.

• المخالفات الناتجة عن الاستعمالات المخالفة للأراضي وإقامة الأبنية غير المرخصة.

وأوضح التقرير أن مشاكل المنطقة التخطيطية والأمنية والسكانية تتركز أغلبها في منطقة الحساوي، وهي المنطقة التي يمثلها القطاعان 2، 3 وجزء من القطاع 1 ويمثله القطع 1–2–3–4–13–21.

معوقات التطوير

وتطرق التقرير إلى أهم نقاط المعوقات حول تطويرالموقع الشمالي الغربي لمنطقة جليب الشيوخ، وتشمل الخلل بالتركيبة والكثافة السكانية، وحالة العقارات، والحالة المرورية والأمنية، والبنية التحتية المتهالكة، مشيراً إلى أنه في ظل صدور قرارات متعلقة بسكن العمالة الوافدة اتخذت البلدية عدة خطوات، شملت عدم السماح بتأجير الوحدات السكنية لغير السكن العائلي، والسماح بإقامة سكن للعمال ضمن حدود القسائم الصناعية وداخل الحيازات الزراعية، والسماح بإصدار رخص تشوين لاسكان العمالة ضمن المشاريع الكبرى.

حملات أمنية

أشارت البلدية في تقريرها إلى الإجراءات المتخذة من قبلها، حيث قامت بتشكيل فريق عمل بالتعاون مع وزارة الداخلية للقيام بحملات أمنية بشكل متواصل خلال الفترة الصباحية والمسائية خارج وأثناء أوقات العمل الرسمي من تاريخ 16 ابريل 2025 ولمدة 6 أشهر، وتحرير محاضر مخالفات للعقارات السكنية المخالفة في المنطقة والعقارات التي يمارس فيها الأنشطة من دون تراخيص وبلغ عددها 568 مخالفة، وتم قطع التيار الكهربائي والماء عنها، وذلك بالتنسيق مع وزارة الداخلية ووزارة الكهرباء والماء، وتم التوجيه أنه في حال قيام صاحب العقار المخالف بإزالة المخالفات وبعد معاينة العقار من قبل البلدية والتأكد من خلوه من المخالفات يتم منحه براءة ذمة تفيد عدم وجود مخالفات خاصة بهذا العقار، والموافقة على إعادة تخصيص مواقع المدن العمالية السابق تخصيصها لبلدية الكويت والمؤسسة العامة للرعاية السكانية بموجب قرارات من المجلس البلدي.

 التوصيات

تقدمت البلدية بمقترحين، الأول في حالة الإبقاء على الوضع الحالي للمنطقة فان الأمر يتطلب إيجاد الحلول لمعالجة الخلل في التركيبة السكانية، وتحسين الحالة الأمنية والمرورية، ووضع حد للمخالفات القائمة، وتطوير شبكة الطرق الرئيسة والداخلية، وتحديث وتطوير شبكة البنية التحتية (كهرباء، وماء وصرف صحي)، والاستفادة من القطعتين 19 و20 في توفير الرعاية السكنية، اللتين تم استملاكهما سابقاً ولم يقرر استعمال محدد لهما حتى تاريخه، وتحسين وتطوير المنظومة الصحية.

وجاء في المقترح الثاني أنه في حالة التطوير الجذري للمنطقة لتتواكب مع الاستعمالات المحيطة فان الأمر يتطلب التالي:

1 – ضرورة استملاك القطع رقم 1–2–3–4–13–21 والتعويض العيني وفقاً لأحكام المادة رقم 6 من المرسوم بقانون رقم 131 لسنة 86 في شأن نزع ملكية العقارات الصادر بها صيغ الاستملاك، حيث يجوز لمجلس الوزراء اصدار صيغ استملاك في حالة الضرورة القصوى لاعتبارات تقتضيها المصلحة العامة، ويكون ذلك بناء على طلب الجهة المعنية وعرض وزير الدولة لشؤون البلدية.

2 – تسليم المدن العمالية والتجمعات السكنية للعمال للجهات المعنية، وفق قرارات المجلس البلدي الصادرة بشأنها والبدء بتنفيذها بالتوازي مع خطة الاستملاك والاخلاء للمنطقة.

3 – إعادة تنظيم المنطقة بشكل حضاري يتواكب مع موقعها المميز وإيجاد الحلول لخلق التوازن اللازم للتركيبة السكانية وإنهاء ظاهرة البيوت العربية القائمة ومشكلة المشاع المنتشرة ضمنها، وتنظيم شبكة الطرق الخارجية والداخلية بالمنطقة بموجب التطورات بالمناطق المحيطة.

4 – رفع مستوى الخدمات بالمنطقة عن طريق توفير المرافق العامة والخدمات اللازمة حسب الاستعمالات الجديدة المقترحة. 

تكيـيف مـنـطـقة أســواق المـبـاركية

دعت نائبة المدير العام لشؤون قطاع المشاريع في البلدية، م.ميساء بوشهري، إلى دراسة تخصيص موقع مقترح لإقامة محطة تبريد بمنطقة أسواق المباركية.

وأشارت بوشهري في مذكرة، أطلعت عليها القبس، إلى التوصيات بشأن اتخاذ الإجراءات اللازمة لتكييف منطقة أسواق المباركية، مؤكدة بأن النظام الأنسب لتكييف المنطقة هو نظام التبريد باستخدام المياه المبردة (Chilled Water System)، الذي يتطلب إنشاء محطة خارجية لتبريد المياه قبل استخدامها في عملية التبريد.

وأقترحت بوشهري 3 مواقع تقع في محيط منطقة أسواق المباركية لإقامة المحطة عليها، مع العلم بأن المساحة الإجمالية المطلوبة لإنشاء المحطة تقدر بحوالي 3500 مترمربع، والمواقع هي: داخل مواقف سيارات القبلة قطعة 15 - المنطقة الواقعة بين مسجد ساير ومسجد بن سعيد، القبلة - الحديقة الواقعة داخل منطقة القبلة قطعة 2.

ودعت الى مخاطبة قطاع التنظيم العمراني والمخطط الهيكلي، وقطاع المساحة، وذلك لدراسة المواقع المقترحة، وإبداء الرأي التنظيمي ودراسة الخدمات إن وجدت داخل الموقع وتحديد الاشتراطات والإجراءات الواجب اتباعها لتخصيص الموقع في حال الموافقة، والإفادة بذلك لنتمكن من استكمال باقي الإجراءات اللازمة.