تفاصيل الأخبار

صورة اختبار «الغرق».. رسوب متكرر
13/11/2022

اختبار «الغرق».. رسوب متكرر

محمود الزاهي -

على وقع «أول الغيث»، غرقت الشوارع والطرقات أول من أمس، وأصيبت الحركة المرورية بالشلل، ليتجدد موسم الغرق مع «أمطار الخير»، كاشفاً عن أزمات متراكمة منذ سنوات وشبه غياب لخطة الطوارئ، وتدني مستوى البنية التحتية، التي لم تصمد أمام منسوب المياه، الذي حذرت منه «الأرصاد الجوية» قبل أيام.

ورغم تطمينات وزارة الأشغال على لسان قيادييها منذ أيام باتخاذ الاستعدادات المطلوبة لموسم المطر، وتنفيذها خطة استمرت عدة أشهر، تضمنت تنظيف شبكة صرف المياه، تكرر الغرق الذي لم تجدِ معه الحلول ولم تنجح الجهات المعنية في مواجهته منذ سنوات.

ميدانياً، تحولت الكثير من الساحات الترابية إلى ما يشبه البحيرات، وعجزت المناهيل عن تصريف الأمطار في العديد من المناطق وفي مقدمتها الفروانية والجهراء وسعد العبد الله والعديلية والصبية وصباح الناصر وغيرها، وأصيبت حركة السير بالشلل وعلق مواطنون ومقيمون في السيارات.

حكومياً، عقدت وزيرة الأشغال د. أماني أبو قماز اجتماعاً عاصفاً داخل غرفة العمليات بقطاع هندسة الصيانة لساعات، الليلة قبل الماضية، معربة عن استيائها مما حدث.

وأبلغت مصادر القبس أن بوقماز تعتزم اتخاذ قرارات جدية على مستوى محاسبة المقصرين، سواء من المسؤولين أو الشركات، مشددة على أن أحداً لن يفلت من العقاب.

إلى ذلك، قالت مصادر مطلعة إن «الأشغال» أمضت 4 سنوات كاملة منذ أمطار نوفمبر 2018 حتى الآن، في تنفيذ الحلول العاجلة والمؤقتة فقط، والتي تمثلت في القنوات المائية والبحيرات الصناعية والسواتر الترابية، لكن أمطار الجمعة كشفت أنها لم تجدِ نفعاً، والمطلوب حلول دائمة.

فيما يلي التفاصيل الكاملة

في مشهد متكرر، ورغم تحذيرات الأرصاد الجوية المسبقة من توقع هطول أمطار أمس (الجمعة)، فإن هذه التحذيرات ذهبت أدراج الرياح مع بقية تصريحات المسؤولين الاستهلاكية، عن الجهوزية لموسم الأمطار، إذ غرقت الكويت كالعادة، ورسبت الجهات المعنية في أول اختبار للأمطار، حيث غرقت الشوارع بالمياه، ما استدعى إغلاق بعضها من وزارة الداخلية، كما علق مواطنون في مركباتهم، وأغرقت المياه سراديب بعض المنازل في عدد من المناطق، وتعطلت الحركة المرورية في مشهد مؤسف.

كشفت أمطار الجمعة الخلل المزمن في أروقة وزارة الأشغال والهيئة العامة للطرق بعدما تعرضت العديد من الشوارع الداخلية وأجزاء من الطرق السريعة للغرق، ما أدى إلى قيام وزارة الداخلية بإغلاقها جزئيا، وكذلك إغلاق بعض الأنفاق احترازيا.

الأمطار التي لم تستمر بشكل مكثف أكثر من نصف ساعة كانت كافية للقضاء على كل تطمينات مسؤولي وزارة الأشغال بشأن استعدادها لموسم الأمطار وتنفيذها خطة استمرت عدة أشهر تضمنت تنظيف شبكة الأمطار بما تحتوي عليه من مناهيل وجاليات.

وبدا طفح تلك المناهيل في الشوارع وعجزها عن تصريف الأمطار في العديد من المناطق وفي مقدمتها الفروانية والجهراء وسعد العبدالله أكبر دليل على أن أعمال التنظيف تلك لم تتم بالشكل المطلوب، الأمر الذي أدى إلى توقف حركة السير في العديد من الشوارع بعدما أغرقتها المياه لتصاب مناطق عدة بشلل مروري وربكة باتا من لوازم هطول الأمطار على الدوام.

كميات أقل

اللافت أيضا أن الأمطار لم تكن بالمعدل الذي يفوق قدرة شبكة الوازارة والمحددة بـ17 ملليمترا للمناطق الداخلية، إذ لم تتجاوز الأمطار ذلك المعدل سوى في منطقة واحدة، هي الرابية، التي سجلت 24.4 ملم، تلتها منطقة الرميثية 17 ملم، بينما كانت باقي مناطق البلاد الداخلية دون ذلك على مستوى كميات الأمطار.

وتتضح الفجوة حين نقارن بين أمطار أول من أمس، وتلك التي شهدتها البلاد في الثاني من يناير الماضي وتجاوز معدلها 86 ملم في منطقة العقيلة، و71 ملم في منطقة الجابرية، و85 ملم في كبد على سبيل المثال.

وفي حين عقدت الوزيرة د.أماني أبو قماز اجتماعا عاصفا داخل غرفة العمليات بقطاع هندسة الصيانة لساعات من ليل أول من أمس لمتابعة الوضع أولا بأول، قالت مصادر القبس إن الوزيرة أعربت عن استيائها مما حدث وتكرار الغرق مجددا.

حلول فاشلة

وعلى مستوى الحلول كان لافتا أيضا أن الأشغال أمضت 4 سنوات كاملة منذ أمطار نوفمبر 2018 في تنفيذ الحلول العاجلة فقط، التي تمثلت في القنوات المائية والبحيرات الصناعية والسواتر الترابية، لكن تلك الحلول كشفت أمطار الجمعة هشاشتها، إذ لم تجد نفعا على مستوى بعض المناطق، خاصة منطقة صباح الناصر التي كانت إحدى النقاط الحرجة طوال السنوات الماضية، وجرى الاعلان عن تنفيذ بعض الحلول العاجلة للحيلولة دون تكرار غرق شوارعها، وهو ما لم يحدث.

أما الحلول الدائمة فقد ظلت محلك سر، رغم إعلان أكثر من وزير خلال السنوات الماضية تبنيه لها وعمله على تنفيذها، خاصة مشروع الأنفاق العميقة الذي لم يتحرك قيد أنملة حتى الآن، ولا تزال الاتفاقية الاستشارية الخاصة به تنتظر دورها في الطرح والتنفيذ.

وفي حين أكدت المصادر أن الوزيرة بوقماز تعتزم اتخاذ قرارات جدية على مستوى محاسبة المقصرين، سواء من المسؤولين أو الشركات، وتأكيدها على أن أحدا لن يفلت من العقاب وذلك خلال وجودها بغرفة العمليات مساء الجمعة، فإن الحاجة تظل ماسة لإجراء «نفضة» على مستوى قطاع هندسة الصيانة، وكذلك الهيئة العامة للطرق بوصفهما أول مسؤول عن متابعة وضع الشوارع الداخلية والسريعة والاستعداد لموسم الأمطار.

«الأرصاد» تحذر: فرص الأمطار مستمرة

توقعت إدارة الأرصاد الجوية أن تستمر فرص الأمطار الرعدية بكميات خفيفة إلى متوسطة الشدة قد تكون غزيرة على بعض المناطق خاصة المناطق الشمالية حتى صباح غد (الأحد).

وقال مراقب التنبؤات الجوية بإدارة الارصاد الجوية عبدالعزيز القراوي إن البلاد تأثرت بامتداد منخفض السودان الموسمي تزامنا مع  منخفض في طبقات الجو العليا ما أدى إلى تكاثر السحب المنخفضة والمتوسطة تخللتها سحب رعدية وأمطار خفيفة إلى متوسطة الشدة على معظم المناطق.

وزيرة الأشغال لمسؤولي الصيانة: المحاسبة قادمة ولا تهاون مع المقصرين

على خلفية ما حدث من غرق بسبب الأمطار، كشفت مصادر مطلعة في وزارة الأشغال أن الوزيرة د.أماني بو قماز وجهت لوما شديدا لمسؤولي قطاع هندسة الصيانة في وزارة الأشغال خلال متابعتها الأمطار من غرفة العمليات.

وقالت المصادر إن اجتماع الوزيرة على خلفية تداعيات الأمطار الليلة قبل الماضية شهد استفسارات عن أسباب تكرار تجمعات المياه في عدد من مناطق البلاد، حيث عبرت عن غضبها الشديد إزاء ذلك.

وذكرت المصادر ان وزيرة الأشغال أكدت محاسبة جميع من يثبت تقصيره، سواء من المسؤولين أو المقاولين وأن إجراءات ستعلن بهذا الخصوص خلال أيام.

فيصل الكندري: سقطوا في أول اختبار

أكد النائب فيصل الكندري ان وزارة الاشغال العامة سقطت في أول اختبار جراء هطول الأمطار.

وقال الكندري عبر «تويتر» انه بالرغم من إعلان الوزيرة اماني بوقماز استعداد الوزارة للأمطار، الا انهم سقطوا في أول اختبار.

‏وطالب الكندري الوزيرة بمحاسبة المسؤولين من قيادات وشركات، وتحمل مسؤولية كل الاضرار التي طالت المواطنين، مشيراً الى ان الوزيرة وإن كانت جديدة، فهذا لا يعفيها من المحاسبة.

أرقام من واقع المطر

211 شخصاً احتُجزوا في مركباتهم

147 بلاغاً لـ«الإطفاء» أثناء المطر

18 طريقاً وتقاطعاً أغلقت

غرق سراديب بعض المنازل.. واحتجاز أشخاص في مركباتهم

أعلنت قوة الإطفاء العام ان فرقها تعاملت مع 147 بلاغا أول من أمس خلال فترة هطول الأمطار في مختلف المحافظات.

 

وقالت «الاطفاء» في بيان اليوم ان أهم البلاغات تركزت في بعض الأنفاق والطرق التي تجمعت فيها كميات كبيرة من مياه الأمطار، وقد تعاملت معها فرق الإطفاء عبر مضخات السحب الهيدروليكية المتطورة وإعادة فتحها مرة اخرى بالتعاون مع الوزارات المعنية. وأضافت ان الفرق تعاملت ايضا مع تجمعات لمياه الأمطار في سراديب بعض المنازل، وتم انقاذ عدد من الأشخاص المحتجزين في مركباتهم في بعض الطرق، اضافة الى حوادث تصادم مركبات وحرائق محولات للكهرباء وكيابل أرضية وسقوط اشجار. وأوضحت أن عدد الأشخاص الذين كانوا محتجزين في مركباتهم بلغ 211 شخصا ولا توجد اي اصابات تذكر، مشيرة الى أن معظم البلاغات تركز في محافظات الجهراء والفروانية والعاصمة وحولي.

وذكرت أن النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الشيخ طلال الخالد كان يتابع البلاغات اولا بأول، والتي كانت تحت اشراف مباشر من رئيس قوة الإطفاء العام الفريق خالد المكراد ونائب الرئيس لقطاع المكافحة اللواء جمال ناصر.

«الكهرباء»: فصل محطة تحويل.. وخروج الروضتين عن الخدمة

قالت مصادر مطلعة في وزارة الكهرباء والماء: إن الوزارة تعاملت أول من أمس مع عدد من البلاغات خلال الأمطار، تركز معظمها في منطقة شمالي الكويت وتحديدا مزارع العبدلي.

وأضافت المصادر أن الوزارة فصلت إحدى محطات التحويل الرئيسية احترازياً؛ بسبب تصاعد الدخان من جراء تلامس الكابلات الهوائية مع الأشجار من جراء العاصفة، ما أدى إلى إخراج محطة الروضتين كذلك وفقدان الشبكة 4 ميغاواطات.

وأكدت المصادر أن فرق الطوارئ عملت على إعادة جميع المغذيات خلال فترة قصيرة وتعاملت مع الانقطاع بتحويل التيار إلى مغذيات أخرى.

أعلى كمية أمطار في نوفمبر 1997

 

توقع مراقب المحطات بإدارة الارصاد الجوية ضرار العلي أن يكون الطقس خلال الاسبوع الجاري غائما جزئيا مع فرص لأمطار متفرقة غدا (الاثنين) مع انخفاض بدرجات الحرارة العظمى لتتراوح ما بين 25 - 26 درجة مئوية والصغرى ما بين 15 - 17 درجة مئوية. وقال العلي إن أعلى كميات أمطار في الكويت تسجل عادة في شهر نوفمبر مع حالة من عدم الاستقرار في الطقس خلال هذا الشهر، مشيرا إلى أنه في عام 1997 و«تحديدا 11 نوفمبر» سجلت كميات أمطار غزيرة إذ بلغت خلال بضع ساعات 100 ملليمتر بمدينة الكويت وضواحيها و60 ملليمترا في مطار الكويت وأدت الى السيول.

وأضاف أن البلاد شهدت أول من أمس أمطارا متوسطة الى غزيرة بلغت أعلى كمياتها 25 ملليمترا بمحطة الرابية التابعة لادارة الارصاد الجوية وكانت الامطار الرعدية مصحوبة بنشاط في الرياح بلغت هباتها أكثر من 60 كيلومترا في الساعة.

قطاع الصيانة بلا وكيل

كان لافتا أن الأمطار هطلت وقطاع هندسة الصيانة المسؤول الأول عن متابعة الأزمة بلا وكيل مساعد سواء بالأصالة أو التكليف وذلك في أعقاب استقالة الوكيل المساعد عبد العزيز الصباح الأسبوع الماضي بعد رفض مجلس الوزراء التجديد له في منصبه.

أبرز المشاهد المؤسفة

مياه الأمطار غمرت بعض المنازل 

1 ـ تجمع المياه في الأنفاق والطرق

2 ـ تجمعات مياه بسراديب بعض البيوت

3 ـ احتجاز أشخاص في مركباتهم بالطرق

4 ـ وقوع عدد من حوادث تصادم مركبات

5 ـ حرائق محولات كهرباء وكيبلات أرضية

6 ـ سقوط عدد من الأشجار في بعض المناطق

كميات الأمطار وفق المناطق

◄ الرابية 24.4 ملم

◄ الرميثية 17 ملم

◄ الجابرية أكثر من 10 ملم

◄ مدينة الكويت 5.8 ملم

◄ السالمية 6.6 ملم

◄ الجهراء 5.6 ملم

 

 

أكبر ارشيف عقاري