محمد عواضة -
في حال كنت تمتلك مليون دولار (300 ألف دينار تقريباً)، وترغب في شراء عقار في إحدى المدن العالمية الرئيسية، فإنك قد تُفاجأ بأن مقابل هذا المبلغ قد تحصل في بعض العقارات السكنية على مساحة توازي حجم «غرفة معيشة»، أو ربما شقة صغيرة جداً بأحسن الأحوال.
كشف أحدث مؤشر لأسعار العقارات، أصدرته مؤسسة نايت فرانك، عن أغلى المدن الرئيسية في العالم، والذي يعتمد في تقييمه على عدد الأمتار المربعة في الوحدات السكنية التي يمكن شراؤها بمبلغ مليون دولار، حيث تصدرت إمارة موناكو القائمة، إذ يشتري المبلغ المذكور 17 متراً مربعاً فقط.
هونغ كونغ.. ثانياً
وتعد هونغ كونغ خياراً آخر للأفراد الأثرياء، الذين يتطلعون إلى ملاذ حضري فاخر، والتي حلت في المركز الثاني على قائمة «نايت فرانك»، حيث إن مبلغ مليون دولار كافياً لشراء 21 متراً مربعاً فقط من العقارات الرئيسية للمدينة.
نيويورك تتخطى لندن
تفوقت نيويورك نسبياً على لندن في سباق المركز الثالث كأغلى العقارات الرئيسية حول العالم، وبالرغم من تدفق رؤوس الأموال الأجنبية إلى السوق العقاري اللندني كنتيجة لانخفاض قيمة الجنيه الاسترليني، تراجعت أسعار العقارات في لندن التي جاءت رابعاً في القائمة، حيث أصبح يمكنكم شراء مقابل مليون دولار 33 متراً مربعاً في نيويورك أو 34 متراً مربعاً في لندن أو سنغافورة على حد سواء، في حين جاءت مدينة جنيف (37 متراً مربعاً)، ولوس أنجلوس (39 متراً)، وباريس (43 متراً)، وكلاً من سدني وشانغهاي (44 متراً)، في المراتب من 5 إلى 8 على التوالي.
وحسب قائمة «نايت فرانك»، حلت عاصمة الصين بكين في المرتبة التاسعة، حيث يمكن الحصول على 58 متراً مربعاً فقط مقابل مليون دولار، بينما جاءت طوكيو عاشراً، إذ إن المليون دولار يكفي فقط لشراء 60 متراً من عقاراتها الرئيسية، مقابل 64 متراً في ميامي (11)، و70 متراً في برلين (12)، و87 متراً في مدينة ملبورن الأسترالية (13).
دبي.. الأوفر حظاً
أما بالنسبة للمشترين الأثرياء، الذين يبحثون عن عقار ات أكثر اتساعاً، تعد دبي من ضمن المدن العالمية الأوفر حظاً، ففي حين أن مليون دولار قد يدفع مقابل 17 متراً مربعاً فقط في موناكو، يمكنك دفع المبلغ نفسه لشراء وحدة تصل مساحتها إلى 105 أمتار مربعة في العقارات الرئيسية لإمارة دبي، التي جاءت في المركز الرابع عشر ضمن القائمة، فيما احتلت بالترتيب كل من مدريد (106 أمتار)، ومومباي (113 متراً)، وكيب تاون في جنوب أفريقيا (218 متراً)، وأخيراً مدينة ساو باولو البرازيلية (231 متراً مربعاً) المراكز من 15 إلى 18.
ماذا عن الكويت؟
في الوقت الذي يحتدم السباق بين دول خليجية لاستقطاب المستثمرين الأجانب لشراء العقار، مع منحهم مزايا متعددة لتشجيعهم على ذلك، لا تزال الكويت تمنع إعطاء حق التملك لأولئك، وتضيّع من أمامها فرصة ذهبية لإنعاش الموازنة العامة للدولة عبر التحول من اقتصاد ريعي إلى اقتصاد جاذب لرؤوس الأموال.
ولو افترضنا أن الكويت حذت حذو الدول المجاورة بذلك، فإن مبلغ المليون دولار (300 ألف دينار تقريباً)، في المناطق «الراقية» - على سبيل المثال – لا يكفي سوى لشراء عقار بمساحة 128 متراً مربعاً في الشويخ السكنية أو 150 متراً في ضاحية عبدالله السالم، باعتبار أن سعر المتر المربع 2350 ديناراً في الأولى، و2000 دينار للثانية (وفق تقدير بنك KIB).